صلاح منتصر
شياطين الشر والتخريب وعمليات القتل والحرق وزرع المتفجرات فوق الأشجار أو الكبارى أو غير ذلك ، لم يهبطوا من السماء وإنما هم يعيشون بيننا فى وسط بيوتنا ومدننا وقرانا ،
مما يجعلنا نواجه ظروفا غير عادية تقتضى أن يكون للمواطن دور فى المساعدة فى كشف أوكار مؤامرات هؤلاء الشياطين والإبلاغ عنها .
وهذا يقتضى أن يخرج المواطن من عزلته التى أصبحت تسود حياتنا ، ومحاولة معرفة من هم جيرانه وهل لهم تصرفات تثير الشك وعدم الاطمئنان إليهم مع الأخذ فى الاعتبار أن مخازن المتفجرات والاسلحة التى جرى اكتشافها فى عزبة شركس كانت وسط مناطق سكنية وأصحابها يروحون ويجيئون بين جيرانهم والسكان حولهم ، وهم يمارسون مؤامراتهم التخريبية ضد المواطنين وضد أجهزة الشرطة والجيش. ولو أن مواطنا من جيران هذه العصابات فتح عينيه جيدا لأمكنه بنسبة كبيرة ، كشف أسرار هذا الوكر والإبلاغ عنه و إفساد عمليات إجرامية شريرة ينقذ بها مواطنين أبرياء استهدفهم شياطين الشر أيا كانت الأسماء التى يعملون فى ظلالها .
هذا لا يعنى أن يكون المواطن جاسوسا على إخوانه المواطنين ، فهناك فرق بين التلصص واقتحام حياة الجيران بفضول مرفوض مثل سرقة خطاباتهم وتقليب صفائح زبالتهم لمعرفة ماذا أكلوا وأنفقوا ، وبين ملاحظة ماهو ظاهر ومريب .. زوار غرباء ، حركة غير عادية فى أوقات مختلفة ، إنفاق أكثر من الدخول المعروفة خاصة فى الأماكن الشعبية ، مما يثير الريبة ويكون الإبلاغ عنها عملا وطنيا يهدف خير الوطن .. جماعة قد تكون بجوارك وتعبئ المتفجرات لقتل مواطنيك .
ولعلى أضيف أنه بعد إحراق جهاز أمن الدولة المتعمد والذى كان من أوائل العمليات التى استهدفتها الجماعة ، أصبحت إحدى مشكلات أجهزة الأمن افتقاد المعلومات التى كانت تساعدها على استباق المجرم قبل أن ينفذ جريمته .
للمواطن دور فى حماية وطنه ومواطنيه فى حرب كلنا جنود فيها ضد الإرهاب !
"الأهرام"