صلاح منتصر
رغم ان قرار الحكومة البريطانية بالنسبة للاخوان يتضمن مجرد تقييم نشاطهم داخل بريطانيا للتأكد من التزامهم سلوكيا وفكريا بعدم ممارستهم أعمال العنف والارهاب في البلاد ، فإن رد الفعل الفوري للقرار جاء مؤكدا دستور الاخوان ونهجهم الذي لا يعرف سوي العنف.
أوضح دليل علي ذلك التصريح الذي استبق به ابراهيم منير القيادي للجماعة في بريطانيا نتائج التقييم وقوله لصحيفة التايمز البريطانية المعروفة : إن فرض الحظر علي جماعة الاخوان سيجعل بريطانيا معرضة لأخطار الهجمات الارهابية (!).
ورغم أن «منير» حاول تخفيف صدي تصريحه بعد نشره ، فإنه لم يستطع انكاره لمعرفته أن الناشر صحيفة موثوقة فيما تنقله من تصريحات ، وبالتالي فما نشرته ــ قولا مؤكدا يكشف عند تحليله مايلي :1ـ بدلا من أن يقول ممثل الاخوان إنهم علي استعداد لأي بحث تجريه حكومة الدولة التي تستضيف الاخوان للتأكد من سلامة أعمالهم فإنه بدأ بالهجوم 2ـ دون انتظار لنتيجة التقييم أو تقصي الواقع عن الاخوان في بريطانيا فقد استبق ابراهيم منير الأحداث وتحدث مباشرة عن احتمال اصدار الحكومة البريطانية قرارا بفرض الحظر علي الاخوان 3 ـ رغم أن الاخوان ضيوف في بريطانيا لهم سنوات يمارسون حياتهم الا فإن مجرد اعلان صاحب البيت عن مراجعة نشاطهم ، جعلهم يتناسون واجبات الضيافة ويهددون المضيف بعمليات ارهابية 4 ـ حتي وإن كانت الحكومة البريطانية قد « ظلمتهم » في افتراض سوء نياتهم فإن التهديد الذي أطلقه ممثل الاخوان يكشف بالفعل عن نياتهم السيئة وأكثر من ذلك أنهم يخفون خططهم ومستعدون لارتكاب عمليات ارهابية تهدد حياة الانجليز اذا وجدوا مايضايقهم من الحكومة 5ـ بالنسبة لأي بريطاني فالرسالة واضحة وهي أن الذين فتحت لهم بلاده أحضانها ليستقروا وينعموا بالدفء ، ما ان أحسوا بالاستقرار حتي أصبحوا جاهزين لينهشوه ويذيقونه ويلات الارهاب .
ولمن يعرف الاخوان فلا جديد فيما قاله ممثلهم . فتاريخهم لم يتغير ، ودستورهم الذي لم يتغير الدعوة الي سبيل ما يقولون بالمتفجرات والحرائق وأعمال التخريب أينما كانوا !
"الأهرام"