صلاح منتصر
من حكايات «أبومازن» محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية ، أنه التقى يوما ورئيس الجالية اليهودية فى فرنسا ،وفى أثناء الحديث سأل الفرنسى أبومازن : لماذا تقتصرون فى مكاتبكم على تعليق خريطة فلسطين ؟
يحكى أبو مازن : أخرجت له ورقة وضعتها أمامه وقلت له :أرجوك ارسم لى خريطة إسرائيل وسوف أعلقها . قال الفرنسى :ارسم أنت ؟ أجابه أبومازن متعجبا : عاوزنى أنا أحدد لكم حدود إسرائيل ،طيب أين هى إسرائيل !؟
66 سنة مضت منذ إنشاء إسرائيل عام 48 وحتى اليوم لا يعرف أحد لإسرائيل حدودا أو خريطة . عند إعلان دولة إسرائيل تعمدوا ألا يعلنوا حدودها رغم أن الأمم المتحدة فى قرار التقسيم فى نوفمبر أعطوها 55% من الأرض وللفلسطينيين 44% والـ1% تخص القدس كمدينة مدارة دوليا . إلا أن إسرائيل لم يحدث أن رسمت لنفسها خريطة تبين حدودها ، مما ساعد على نشر أنها تضع على الكنيست ( البرلمان الإسرائيلى ) عبارة : من النيل إلى الفرات . وهو ما ليس صحيحا فقد دققت فى واجهة الكنيست فى زيارتى له قبل 20 سنة ولم أجد هذه العبارة، وإن كان لا ينفى ذلك وجودها فى عقولهم !
أبو مازن له عادة فى كل مرة يزور فيها القاهرة ـ تقريبا كل أربعة أشهر ـ أن يدعونا للقاء يحكى لنا فيه عن آخر فصول مسلسل الصراع ، وقد قال لنا إنه فى المفاوضات القادمة مع إسرائيل سوف يكون التركيز على نقطة واحدة قد تستغرق ثلاثة أشهر أو أكثر، وهى وضع خريطة لإسرائيل حتى يمكنهم معرفة أين فلسطين .قال لنا أبو مازن: من ناحيتنا فقد قدمنا تنازلات مؤلمة، فرغم أن قرار التقسيم يعطينا 44%من الأرض فقد تنازلنا ورضينا بـ 22%، وبعد ذلك قبلنا أن نكون دولة منزوعة السلاح ، وتعهدنا بوقف المقاومة، والتنسيق أمنيا مع إسرائيل ، بل أكثر من ذلك طلبت وجود قوات طرف ثالث حتى لو كانت أمريكية لتأتى إلى أرضنا وتتولى حمايتنا. قال أبو مازن أكثر من ذلك لا نستطيع وليس عندنا !
"الأهرام"