توقيت القاهرة المحلي 06:29:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسطوانة مصالحة الإخوان المشروخة

  مصر اليوم -

أسطوانة مصالحة الإخوان المشروخة

بقلم: خالد منتصر

يتردّد هذه الأيام أن هناك مبادرة مصالحة مقدّمة من بعض الإخوان، الذين فى السجون، وقد صار حديث المصالحة هذا أسطوانة مشروخة تصدّع أدمغتنا فى توقيتات مكرّرة ومحسوبة بدقة، وللأسف هناك أكثر من عرّاب من داخل تيارات تسمى تيارات ليبرالية أو يسارية يسوق ويسوغ ويبرر ويجمّل لتلك المصالحة، إنه صلح الخداع والتقية، مثلما خدعونا بالديمقراطية التى يكفّرونها، لكنهم استخدموها فقط سُلّماً للصعود، سرعان ما ركلوه بأقدامهم وأحرقوه، حتى صار رماداً، سيخدعوننا بالمصالحة المزعومة، للأسف هم لن يصالحوك حتى لو جعلت خدّك مداساً، لماذا؟ لأن الفكرة الإخوانية القطبية تكفيرية ترفض مصالحة المجتمع الجاهلى الكافر من وجهة نظرهم، ولمن يريد أن يتأكد، فليقرأ لسيد قطب، الأب الروحى الحديث لفكر التكفير، وسأعرض لكم بعض فقرات من كتابات «قطب» لضيق المساحة، ولمجرد إنعاش من يمتلكون ذاكرة السمك، وعلى من يريد الاستزادة الرجوع لكتابيه الشهيرين «معالم فى الطريق» و«فى ظلال القرآن»، ولكم الحكم بعد قراءة هذه الفقرات والإجابة عن سؤال مفصلى ومهم وحاسم، وهو: هل عدم المصالحة مع المجتمع الجاهلى عقيدة إخوانية أم لا؟، يقول سيد قطب:

«ليست مهمتنا أن نصطلح مع واقع هذا المجتمع الجاهلى، ولا أن ندين له بالولاء، فهو بهذه الصفة الجاهلية غير قابل لأن نصطلح معه، إن أولى الخطوات فى طريقنا هى أن نستعلى على هذا المجتمع الجاهلى وقيمه وتصوراته، وألا نعدل من قيمنا وتصوراتنا قليلاً أو كثيراً لنلتقى معه فى منتصف الطريق، كلا إننا وإياه على مفرق الطريق، وحين نسايره خطوة واحدة، فإننا نفقد المنهج كله، ونفقد الطريق».

«إن الإسلام لا يقبل أنصاف الحلول مع الجاهلية، لا من ناحية التصوّر، ولا من ناحية الأوضاع المنبثقة عن هذا التصور، فإما إسلاماً وإما جاهلية».

«إن الانطلاق بالمذهب الإلهى تقوم فى وجهه عقبات مادية من سلطات الدولة ونظام المجتمع وأوضاع البيئة.. وحين توجد هذه العقبات والمؤثرات المادية، فلا بد من إزالتها أولاً بالقوة»، ثم يقول «إن الجهاد ضرورة لتحقيق ما يدعو إليه، وأنه يجب تحويل العقيدة إلى واقع تام حى متحرك، وفى تجمّع عضوى حركى، وفى تنظيم واقعى، وأن يكون محور التجمع الجديد تحت قيادة جديدة غير قيادات الجاهلية، لمقاومة المجتمع الجاهلى، وإزالته من الوجود، وإزالة الأنظمة والسلطات القائمة عليه».

«إن العالم اليوم فى جاهليته كالجاهلية التى عاصرها الإسلام أو أظلم، إن كل ما حولنا جاهلية، تصورات الناس وعقائدهم، عاداتهم وتقاليدهم، موارد ثقافتهم، فنونهم وآدابهم، شرائعهم وقوانينهم، حتى الكثير مما يحسبه الناس ثقافة إسلامية وفلسفة إسلامية وتفكيراً إسلامياً، هو كذلك من صُنع هذه الجاهلية، إن الجاهلية ليست فترة تاريخية سبقت بعثة محمد، صلى الله عليه وسلم، لكنها حالة تتكرّر كلما بعُد الناس عن منهج الله، واتبعوا الطواغيت، فحكام العالم بوصفهم الراهن كفار، والعالم أجمع فى وضعه الراهن ليس إلا دار حرب بالنسبة للمسلم، لأن دار السلام هى التى تنفّذ شريعة الإسلام».

انتهى الاقتباس من منظر التكفير الأكبر سيد قطب، وأتمنى أن تنتهى أيضاً تلك الأسطوانة المملة من أزيزها السمج اللزج، فالإخوان تيار لا يعرف سوى الخداع الثعبانى والفاشية الدينية، لذلك لم نسمع ولن نسمع أن السرطان قدّم تصالحاً مع الجسد، لأن فى دمار الجسد حياته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسطوانة مصالحة الإخوان المشروخة أسطوانة مصالحة الإخوان المشروخة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon