بقلم : صلاح منتصر
لولا الحديث الذى أجراه محرر الأهرام ماهر مقلد يوم 22 أبريل مع السيدة سميرة سليم رفيقة خالد محيى الدين لفترة 69 سنة زواج ، لما تذكرنا أن الشاب الوسيم صاغ الفرسان مواليد أغسطس 1922 مازال حيا ، وأنه منذ عام 2011 وهو يمضى وقته ملازما بيته يفتح أذنيه على قرآن الصباح، وتمسك زوجته بيده معظم ساعات النهار يتبادلان الحنان والحب دون كلام .
كان خالد محيى الدين أصغر مجموعة «الضباط الأحرار» وقادة ثورة يوليو 52 ، ومع ذلك فقد كان عضو الخلية الأولى لتنظيم الضباط الأحرار التى ضمت جمال عبد الناصر وكان الوحيد الذى شارك عبد الناصر أداء يمين الطاعة والبيعة التامة الكاملة للمرشد العام حسن البنا فى غرفة مظلمة فى حى الدرب الأحمر « ورغم هذه الطقوس المفترض أن تهز المشاعر فإنها لم تترك أثرا فى نفس عبد الناصر أو نفسى « ( ص45 من كتاب خالد الآن اتكلم ).
ومن الإخوان انتقل خالد محيى الدين إلى الشيوعية إلا أنه ظل مؤمنا بالديمقراطية التى كانت موضوع خلافه مع عبد الناصر وزملاء ثورة يوليو . وعندما وقع الخلاف الكبير بين المجموعة واللواء محمد نجيب فى مارس 54 انحاز خالد إلى محمد نجيب فى البداية ثم عندما اكتشف اهتمامه بالسلطة وأبهتها قال لمحمد نجيب فى وجهه : ياسيادة الرئيس أنا وقفت معك فى الماضى أما اليوم فأنا أقف ضدك ! وفى خلال الأزمة وحيرة عبد الناصر وزملائه بعد أن انقسم الجيش بسبب محمد نجيب ألحوا على خالد أن يتولى رئاسة الوزارة ، ثم بعد أن نجح عبد الناصر كما اعترف لخالد بعد ذلك فى تدبير إضراب عمال النقل والإطاحة بمحمد نجيب تم «ترحيل» خالد للإقامة فى جنيف بعد قبول استقالته ، لكنه عاد ليركز نشاطه عضوا فى البرلمان ومؤسسا بعد ذلك لحزب التجمع . وظل خالد محيى الدين محافظا على حيويته ومشاكساته بقدر ما استطاعت صحته أن تساعده ، ولكن منذ ثورة يناير 2011 هدأ الفارس الذى أحبه كل من عرفه . وتوالت الأحداث كموج البحر ودخل الفارس فى نوبة راحة طويلة أوقظ منها للقاء ربه ورحمته.
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع