بقلم: صلاح منتصر
هل هى مصادفة فشل جميع الدول التى اختارت نهج الاشتراكية وألغت الملكية الفردية وانفردت الدولة بجميع الخدمات والتنمية عن طريق القطاع العام، باعتبار أن ذلك كفيل بتحقيق السعادة لأفراد الشعب والعدالة والمساواة ؟ هل مصادفة أن تسقط إمبراطورية الاتحاد السوفيتى كعقيدة وتنهار كما ينهار أى مبنى دون أن تجد من يدافع عنها أو يحاول حمايتها من السقوط ؟ ! حتى الصين لم تستطع أن تجد لنفسها مكانا فى عالم اليوم إلا بعد أن غيرت نهجها الاشتراكى وفتحت أبوابها أمام الاستثمارات الأجنبية، فقد كانت تريد المال لتحقيق التنمية، وكان مستحيلا أن توفر هذا المال المطلوب إلا إذا شجعت الذين يملكونه خارج البلاد وسمحت لهم بالحرية وشجعتهم، وبعد ذلك دخلت مع أمريكا فى اتفاقات تجارية جعلت أمريكا تخشى من تفوقها عليها.
وهل هى مصادفة أن يكون التعليم هو الأساس الأول الذى قام عليه تقدم الدول التى حققت نجاحا، وأن يكون دستورها الحكمة الصينية التى تقول «إذا أردت أن تحصد بعد بضعة شهور فازرع قمحا، وإذا أردت أن تحصد بعد بضع سنين فاغرس شجرة، وإذا أردت أن تحصد مستقبلا فافتح مدرسة وربى أجيالا».
وهل مصادفة تقدم العلم فى جميع الدول التى تطلعت إلى تحقيق القوة ، فى الوقت الذى اتفقت فيه الدول غير القوية على ضعف نشاطها فى العلم والاكتفاء بالاعتماد على علوم الآخرين ..؟
وهل مصادفة أن يبدو الدين الإسلامى فى كثير من هذه الدول فى حرب مع العلم، وكأن العلم عدو الإسلام، بينما آيات الله تحض على العلم والبحث، وتدعو المسلمين إلى التسلح بالقوة بالمعنى الأوسع الذى يشمل القوة الاقتصادية والعلمية والعسكرية والسياسية والاجتماعية ؟!
ثم هل مصادفة أن معظم الدول التى قامت فيها انقلابات عسكرية استولت على الحكم فشلت فى إصلاح وتقدم شعوبها، وأن الدول التى شهدت مساحة كبيرة من الإصلاحات والتقدم لم تتعرض لانقلابات ولم تقدها زعامات، وإنما قادها رؤساء مصلحون؟ هل كان كل ذلك مصادفة؟!
نقلا عن جريدة الاهرام المصرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع