بقلم - صلاح منتصر
حاجة تكسف أن أكتب لثالث مرة عن رصف طريق لايتجاوز طوله ثلاثة كيلومترات فى الوقت الذى تشهد فيه مصر ثورة إصلاحية تشمل الطرق التى أعيد شقها ومدها ورصف آلاف الكيلومترات منها . بينما يدخل شارع أبو الفدا وامتداده إلى دار الأوبرا والنادى الأهلى شهره الخامس، وهو فى الحالة التى أصبح عليها بعد أن تم تكسيره وتكسير أرصفته وقد قام مقاوله «أبو شنب» برصف 200 متر «وش أول» ثم توقف كل شئ، وكأنه أصيب بالسكتة القلبية !
أكتب للمرة الثالثة لأنه لايفوت يوم دون ان أتلقى تليفونا أو يستوقفنى مواطن أو يكتب لى قارئ متسائلا لماذا تفعل الدولة بنا هذا الذى تفعله ؟ فإلى حد ما كان «الطريق ماشى ومستحملينه» ثم فجأة تعرض لما تعرض له، وقد استبشر السكان فى البداية خيرا على أساس أن محافظة القاهرة أرادت أن تخفف عن سكان الزمالك معاناتهم مع حى كان يوما من الأحياء الراقية، فأصبح لا يختلف كثيرا عن أى منطقة عشوائية بسبب الكافيهات والمطاعم والمدارس التى معظم تلاميذها من خارج الحى وسور الصين الذى أقامته سفارة الصين حول نفسها وأغلقت به أربعة شوارع ، وأخيرا مترو الأنفاق الذى لخبط المرور تماما وجعل السكان يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا وقلقا !
وقد ناشدت السيد محافظ القاهرة الاستجابة لنداءات الآلاف الذين أكتب نيابة عنهم خاصة بعد أن تبين أن هذا الطريق معبر لآلاف المواطنين القادمين من المحور ومن سكان المهندسين إلى ميدان التحرير ومختلف أفرعته المتعددة ، إلا أن نطقا ساميا لم يصدر من السيد المحافظ . طب ليه ياسيادة المحافظ ؟ إننا رعاياك الذين سيسألك الله عنهم يوم القيامة، ونشعر أننا لم نرتكب إثما فى حق البلد حتى ننال هذه المعاملة القاسية، فدبرنا ياسيادة المحافظ واكشف لنا لغز هذا الطريق الذى أصبح بحق طريق الآلام الذى لم يعد به رصيف للمشاة، أو صلاحية لمرور السيارات ؟ فاجئ السكان ياسيادة المحافظ وزر هذا الطريق لتعرف حجم متاعب رعاياك الذين يحسدهم الكثيرون ولا يعرفون حقيقة مايجرى !
نقلا عن الاهرام القاهريه