بقلم : صلاح منتصر
ماذا يفيد الدولة من منع مريض تم استئصال نصف جهازه الهضمى و بالكاد يستطيع ابتلاع نفسه ، من العودة إلى مصر ليمضى فيها ماتبقى له من عمر . أتحدث عن إبراهيم نافع رئيس تحرير ومجلس إدارة الأهرام الأسبق الذى كان قد سافر إلى دبى فى صحته، لكن سرعان ما تدهورت هذه الصحة وقامت زوجته السيدة علا بركات، وهى أيضا تعانى الأمراض برعايته خاصة بعد أن داهمه المرض الخبيث.
عرفت إبراهيم فى كلية حقوق عين شمس، وكنا ضمن أول مجموعة دشنت الكلية فى سنتها الأولى ، والتقيت مع إبراهيم بعد ذلك فى دمشق عندما ذهبت ممثلا للأهرام لمتابعة أخبار الوحدة مع سوريا بعد وصول المشير عامر اليها وكان إبراهيم وقتها ممثلا للجمهورية ، وعندما عدنا إلى مصر التقيت بعد ذلك بإبراهيم زميلا فى الأهرام متخصصا فى الشئون الاقتصادية، وصاحب أكبر عدد من المانشتات . وبعد وفاة المرحوم على حمدى الجمال فى واشنطن أيام الرئيس السادات جرى اختيار إبراهيم نافع رئيسا للتحرير، ثم بعد ذلك رئيسا لمجلس الإدارة فى الوقت الذى ذهبت فيه بعد ذلك رئيسا لدار المعارف وأكتوبر .
وقد استطاع إبراهيم أن يكسب حتى الذين كانوا يعادونه، لأنه لم يكن شريرا ،وكان يساعد زملاءه خاصة بعد أن أصبح نقيبا للصحفيين ست مرات . ولم يكن خطؤه أن رئاسته للأهرام امتدت 25 سنة، فلم يكن هو الذى يعين نفسه ، لكن يسجل له أنه الذى أقام المبنيين الكبيرين المجاورين لمبنى هيكل، وجعل الأهرام يضم ثلاثة مبان ضخمة ضاقت اليوم بالعاملين فيها ، وهو الذى أضاف إلى إصدارات الأهرام الكثير ورفع حجم محفظة الأهرام العقارية . وعندما سافر إلى دبى هربا من الاتهامات التى وجهت إليه لم تصدر عنه طوال ست سنوات له فى الغربة كلمة واحدة ضد بلده . ولا أعرف إن كانت حالته الصحية التى وصل إليها تبرر السماح له بالعودة ليمضى البقية الباقية له من عمره قبل أن يلقى وجه ربه، ويكون الحساب العادل على حسناته وسيئاته .
أعرف أنه مطلب إنساني، ولكن من قال إن قلب الحكم لا يعرف الإنسانية ؟