توقيت القاهرة المحلي 13:49:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أحاديث عيد

  مصر اليوم -

أحاديث عيد

صلاح منتصر


الإذاعة رفضت الشعراوى لسوء صوته!

قال لى: القتل مصيبة للقاتل أولا.

فى عام 1966 بدأ الإذاعى الراحل أحمد فراج بعد محاكمات سيد قطب وأعوانه تقديم برنامج دينى فى التليفزيون المصرى جعل عنوانه «نور على نور» كان من بين أهدافه تأكيد أن معاداة الإخوان ليست معاداة للإسلام وإنما للمفاهيم الخاطئة التى يعتنقونها والتى تعتبر مجتمعنا مجتمعا جاهليا أحل لهم قتله وتولى حكمه لإصلاحه!

وقد قامت فكرة البرنامج على أساس اختيار عدد من رجال الدين يلتقون فى الاستوديو بعدد من المواطنين الذين يسألونهم ويجيبون عليهم وبعد تسجيل اللقاءات تجرى إذاعتها. وكان من بين الذين التقى بهم أحمد فراج فى ذلك الوقت، وهو يبحث عن الذين ينوع فى اختيارهم من رجال الدين، رجل غير معروف اسمه «محمد متولى الشعراوى» اختاره لموقعه حيث كان مديرا لمكتب شيخ الأزهر فضيلة الشيخ حسن مأمون. وفى أول مشاركة له جلس الشعراوى مع ثلاثة علماء آخرين فى الطرف الأخير من المنصة باعتباره أقل الموجودين معرفة. ولكن ما إن جاء عليه الدور وبدأ يرد على أحد الأسئلة حتى استطاع فى خلال دقيقتين أن يجذب اهتمام سامعيه سواء فى الاستوديو أو بعد ذلك فى البيوت عندما أذيع التسجيل البرنامج.

وتكرر حضور الشعراوى مع العلماء الآخرين فى ثلاث حلقات، إلا أنه بعد الحلقة الرابعة وضح أنه النجم الطاغى على الآخرين؛ مما جعل أحمد فراج وبناء على طلب المشاهدين يخرج على المألوف ويستضيف الشيخ الشعراوى وحده فى البرنامج. وعن طريق «نور على نور» عرف العالم العربى الشيخ الشعراوى بطريقته المميزة والمختلفة فى تفسير القرآن الكريم والتى اعتمد فيها على دراسته المتخصصة فى اللغة العربية.

وقد ولد الشيخ الشعراوى فى إبريل 1911 فى قرية « دقادوس» مركز ميت غمر محافظة الدقهلية، أكبر محافظات مصر مساحة وسكانا بعد القاهرة، وتوفاه الله فى يونيو 98 عن عمر 87 سنة.

وقد حفظ الشعراوى القرآن الكريم وهو فى سن الخامسة عشرة، وكان قد درس فى المعهد الدينى بمراحله الابتدائية والإعدادية والثانوية ثم تخرج فى كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر (عام 1941) ليبدأ مشواره الحياتى مدرساً فى معهد طنطا الدينى ثم معهد الإسكندرية ثم معهد الزقازيق. وحسب رواياته الكثيرة التى سمعتها منه فإنه فى ذلك الوقت كان يكتب حديثين دينيين كل أسبوع. حديث يسلمه لأحد رؤسائه فيقرؤه فى الإذاعة ويتقاضى عن ذلك عشرة جنيهات، بينما كان الشعراوى يذيع الحديث الثانى بنفسه ويتقاضى عنه 170 قرشا. وكان عليه أن يسافر من طنطا إلى القاهرة على حسابه ليعطى الحديث الذى أعده ليذيعه رئيسه ويذيع هو الحديث الثانى الذى يقبض عنه 170 قرشا، إلا أنه وبعد خمسة أسابيع وعن طريق لجنة استماع كانت تتابع ما يذاع جاء فى تقرير كتبته اللجنة عن الأحاديث الخمسة التى أذاعها الشعراوى بصوته «إن صوت هذا الشيخ غير ميكروفونى ولا يصلح لإلقاء الأحاديث» وهكذا فإنه عندما ذهب الشعراوى لتسجيل حديثه السادس أبلغوه وقف التعامل معه لعدم صلاحية صوته!

ولكن بعد «نور على نور» عام 1966 زحفت الشهرة على الشعراوى بقوة لدرجة أنه بعد عشر سنوات فقط تم اختياره وزيراً للأوقاف عام 1976 فى وزارة ممدوح سالم، لكنه لم يتحمل المنصب الوزارى سوى عامين وخرج فى نوفمبر 1978 لا يتحدث سوى فى أمور الدين، فلما اغتيل الرئيس أنور السادات فى أكتوبر 81 وجدت نفسى أطرق باب الشيخ الشعراوى فى شقته المتواضعة فى الدور الثانى فى بيت متواضع بجوار مسجد الحسين وأخوض معه أحاديث طويلة كانت أول مرة تمكنت فيها من جره إلى أحاديث السياسة.

وكان من بين ما سألته: لقد كان عمر بن الخطاب من أعدل الحكام؛ ومع ذلك فقد مات مقتولا.. قتلوه وهو العادل.. أليست تلك مصيبة؟

انتفض الشيخ واقفاً وهو يقول مشتعلاً بالحماس: ولمن تظن المصيبة؟ لعمر أم لمن قتله؟ إن الذين يتصورون أنهم برصاصة يمكنهم تغيير التاريخ لا يعرفون أن الله بحكمته يقول للناس من خلال ما تثمر عنه نتائج الجريمة إن هذا الذى أخطأ وتصور أنه سيغير الكون سأقول له يا غبى ارتكب جريمتك وسأعاقبك عليها فى الدنيا والآخرة، لكننى على عكس ما تتوهم سأنفع بها الناس ولن أحقق هدفك الفاسد. المجرم لا يعرف نتيجة عمله ولو عرفها لما أقدم على جريمته ولكنها عظمة الخالق الذى يريد أن ينبه البشر ويقول لهم إنه إذا كان منكم من يفكر فى إفساد نظام الكون بعمل إجرامى فإننى سأمكنه من جريمته، ولكننى لن أمكنه من هدفه. بالعكس سأصنع من فساده شيئا صالحا لا يخطر على بال

قلت له: ماذا لو جاءك فرضا خالد الإسلامبولى الذى اغتال السادات وأفصح لك عن جريمته ماذا كنت تفعل معه أو ماذا تقول له؟

قال: أولا يجب أن أقرر أنه لا خالد الإسلامبولى أو أى واحد من زملائه من أنصار الإسلام وإنما هم أعداء. نظام حركتهم شهوة الحكم والوصول إلى السلطة فدبروا ما دبروه مستغلين الدين والإسلام. وخذها قاعدة: لو كانوا فعلا أنصار إسلام والله راض عما كانوا يفكرون ويهدفون إليه ما كانت قوة لا شرطة ولا جيش يمكنها الوقوف أمامهم. ولكن لأنهم ليسوا كذلك هزمهم الله قبل أن يهزمهم البشر. صحيح أنهم اغتالوا السادات فى أحصن مكان كان يبدو فيه، ولكن هل كان هو وحده الهدف؟ ألم تكن مصر هى الهدف فأين مصر من هدفهم؟ صحيح أن الإسلام لم يبدأ من مصر، ولكن الرسول قال إنها كنانة الله فى أرضه. والكنانة هى جعبة السهام، أى الشىء الذى يضعه الفرد إلى جانبه أو خلف ظهره ويحمل فيه السهام. هذه هى الكنانة. فكأن مصر هى الأرض التى تؤخذ منها السهام لتقذف فى وجه أعداء الله.


هل تعود (القاهرة 30)؟.. يا رب عبد الرحمن فهمي منذ 11 ساعة
Share on facebook162 Share on twitter5 6

بالصدفة .. شاهدت على القناة الأولى حديثا لمحافظ القاهرة د. جلال السعيد تابعته فاستبشرت خيرا.. هناك خطوات تم اتخاذها وخطوات فى الطريق للعودة إلى (القاهرة 30).. قاهرة غسل الشوارع فى الفجر بالماء المخلوط بالبافان!! تنزل فى الصباح فتجد الهواء النقى له رائحة جميلة.. قاهرة صاحبة أجمل (وسط بلد) ينافس باريس ولندن.. شوارع هادئة فيها أغلى وأشيك بوتيكات على أعلى مستوى دولى.. إما هى فروع لبوتيكات أوروبية، أو هى الأصل ولها فروع فى لندن وباريس.. نسيت أسماء المحال ولكن فوجئت فى جينيف بمحل للفورير أصحابه من السيدات يتحدثن العربية رغم أنهن أصلا أجانب.. كان لهن محل فى شارع قصر النيل وهاجرن بعد الثورة فى يوليو. ولم ينس المحافظ الأحياء الشعبية فهى (تاريخ القاهرة).. ولم ينس العشوائيات.. هل سيعود الزمن الجميل حينما كنت أقف على رصيف شارع سليمان باشا أمام سينما ميامى ومحل (البن البرازيلى)، أقف ساعات مع كبار مثقفى وأدباء وشعراء مصر.. نتحدث وقوفا أيام الشباب ونتبادل الأفكار والآراء.. ونتبادل أيضا الكتب.. وكل أنواع القهوة تعرض علينا.. وبجوارنا أشهى وأفخم مطاعم ودور سينما تنافس أكبر دور سينما فى العالم، تعرض الأفلام الخالدة التى لم يعد ممكنا إنتاج مثلها الآن.. كانت (القاهرة 30) بحق.. كان عدد السيارات المركونة بجوار الرصيف فى شارع سليمان باشا من ميدان الإسماعيلية (التحرير الآن) إلى شارع فؤاد الأول (26 يوليو الآن) كان عدد السيارات لا يزيد على 10 أو 12 سيارة!! والأرصفة النظيفة خالية للمارة.. كانت (فسحة) أن تتمشى فى وسط البلد!! وتشاهد الفتارين الزجاجية وما خلفها من بضائع لا تجدها سوى فى أوروبا.. يا ترى.. هل سيعود هذا الزمن الجميل؟؟.. يا رب.

■ ■ ■

-

لماذا أكتب هذا الكلام اليوم؟

- لأننى أريد أن أعرض على المحافظ الهمام الذى يذكرنى بوجيه أباظة وحمدى عاشور.. أريد أن أعرض عليه فكرة كتبها المرحوم أحمد بهاء الدين وتبناها اثنان من عشاق القاهرة: المرحوم كامل الزهيرى وجمال الغيطانى أعطاه الله الصحة والعمر.

تتلخص الفكرة فى إصدار قرار بعدم هدم أى قصر سواء كان أهليا أو ملك الدولة لأى سبب من الأسباب.. والفكرة الثانية هى عدم البناء على الأراضى ملك الحكومة التى يتم هدمها لأى سبب من الأسباب وتتحول إلى حدائق أو ميادين أو شوارع.

تم إصدار القرار الأول.. ولكن هل تم تنفيذه؟ كلنا يعلم التسيب والفساد أيام المخلوع.. وكم تم هدمه لأسباب واهية حتى وقف زكريا عزمى يوما وقال إن الفساد فى المحليات للركب!!!

- الفكرة الثانية لا أدرى لماذا لم يتم تنفيذها أيضا؟

- سأضرب مثالين لضيق المكان..

مطار إمبابة.. لماذا لا يتحول إلى شوارع وميادين وحدائق بجوار بعض المبانى الضرورية جدا مثل المدارس والمستشفيات.. ولا داعى لمساكن وعمارات.. إحنا مش ناقصين!!

المثال الثانى.. أكاديمية الشرطة وطابور من إدارات الشرطة حتى منتصف شارع صلاح سالم.. كل هذا تم نقله بالفعل إلى خارج القاهرة فى التجمع الخامس وطريق السويس.. ثم مستشفى الأمراض العقلية الجديد أيضا.. هناك لماذا لا يتم تحويل هذا المربع الخطير الذى يعانى الشعب فيه أشد المعاناة أيام معرض القاهرة الدولى ومعرض الكتاب.. وتبقى مصيبة وداهية حينما تكون فى نفس الوقت مباراة مهمة بالاستاد.. لماذا لا نحول هذا المربع الخطير إلى شوارع وميادين ينوبكم ثواب فى الشعب الطيب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحاديث عيد أحاديث عيد



GMT 10:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المايسترو

GMT 10:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أندلس قاسم سليماني... المفقود

GMT 10:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتيتان «الجهادية» والتقدمية... أيهما تربح السباق؟

GMT 10:31 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

... وَحَسْبُكَ أنّه استقلالُ

GMT 10:30 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تصادم الخرائط

GMT 10:28 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

اقتصاد أوروبا بين مطرقة أميركا وسندان الصين

GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon