صلاح منتصر
لا يمكن إنكار الجهود الكبيرة التى تقوم بها الشرطة والتضحيات التى تقدمها فى مواجهة الإرهاب ، ولهذا يصعب علينا نحن المحبين للجهاز الأخطاء التى يقع فيها وتعطى الإرهاب فرصة تسجيل أهداف ناجحة لا بسبب قوة الإرهاب وإنما بسبب عدم التزام الأجهزة المسئولة بما يجب من إجراءات ،
مما أدى كما حدث فى واقعة القنابل التى تم اكتشافها أمام قصر الاتحادية إلى استشهاد ضابطين كبيرين من كوادر وخبرات إدارة المفرقعات إلى جانب إصابة 13 آخرين ،.
من المفارقات أنه تم تسجيل فيلم للواقعة يكشف كيف جلس خبير المفرقعات يبطل مفعول القنبلة المكتشفة وسط مرور السيارات والمارة أمامه فى الشارع ، وقد جاء إثنان واضح أنهما من الشرطة بالزى المدنى ، انحنيا ناحيته وراحا يتفرجان عليه وكأنه «يفك جلدة حنفية» عندما دوى إنفجار القنبلة فأطاح بالثلاثة !
فى حصر للإجراءات كما يجب يتضح مايلى :
1ـ عزل المنطقة التى تم كشف القنبلة فيها وهو أول إجراء محفوظ فى كل العالم بعمل » كردون » بشريط أصفر بلاستيك تستخدمه الدول للإشارة إلى منطقة الخطر المعزولة ومنع السيارات والمارة من اختراقها.
2ـ إبلاغ إدارة المفرقعات لإرسال خبيرها وإبلاغ الإطفاء والإسعاف ليكونا حاضرين وأيضا إبلاغ أقرب مستشفى ليكون فى حالة استعداد .
3ـ من لوازم المهمة أن يرتدى خبير المفرقعات البدلة الواقية حتى وإن كانت القنابل كما يقال دوما «بدائية الصنع» لكنها تقتل .
4ـ أصبح ضروريا قبل أن يتعامل الخبير مع القنبلة المكتشفة إستخدام جهاز إبطال الدائرة الكهربائية بالقنبلة عن بعد .
هذه الإجراءات من الضرورى مراعاتها ، وإلا فالغلطة بكارثة كما شاهدنا . يضاف إلى ذلك أننا ونحن أمام إرهاب خسيس لا إنسانية له كنا نتوقع محاولاته لتشويه ذكرى 30 يونيو ، وقد وقع اختياره على محيط قصر الاتحادية الذى يدخل فى دائرة الأمن الأولى التى تتركز عليها الإجراءات .
إننى واثق ان الحماس الشديد هو الذى جعل شهداء الواقعة يتناسون هذه الإجراءات وهو مالا يجب . نعم الحماس مطلوب وضرورى ولكن فى إطار الإجراءات المعروفة وإلا كانت الكارثة التى تسعد الإرهاب الخسيس !