صلاح منتصر
شرم الشيخ ( أخيرة ): كانت الصورة متشائمة فى بداية أيام أزمة طائرة الركاب الروسية، فأكثر من 60 فى المائة من سياح البحر الأحمر يأتون من روسيا وانجلترا ولهذا جاء قرار الحكومتين بوقف الرحلات السياحية عقابا قاسيا للسياحة المصرية .
ولم يكن سبب الأزمة شكوى السياح من سوء المعاملة أو الاستغلال وإنما من عدم الاطمئنان لسلامة إجراءات تأمين الطائرات فى المطارات المصرية، وهو ما جرت مواجهته بشدة وبطريقة نرجو أن تستمر حماية لكل الركاب وأولهم المصريون. ونتيجة لذلك أصبح متيقنا ألا تطول فترة الصمت السياحى التى تواجهها مصر التى لن تضار وحدها من هذا الصمت وإنما ايضا هناك شركات سياحية كبيرة فى انجلترا وروسيا لا تستطيع تحمل غياب شرم الشيخ والغردقة طويلا عن خريطةالسياحة وإلا أدى ذلك إلى مواجهتها خسارة كبيرة وتسريح عمالتها بما يؤثر سلبا على اقتصاد بريطانيا وروسيا.
لكن الذى لم يكن متوقعا وحدث بصورة قدرية أزمة الطائرة الحربية التى أسقطتها تركيا أخيرا عمدا وأثارت رد فعل غاضب أوله وقف السياحة الروسية إلى تركيا وهى المنافس الأكبر للبحر الأحمر .
هكذا يمكن القول إن الأزمة لن تطول ورحلات السياح للبحر الأحمر ستستأنف ، ولكن يبقى فى ذمة شرم الشيخ دين عاطفى يجعل الروس يشعرون بأن شرم الشيخ لا تنظر إلى حادث الطائرة باعتباره خسارة اقتصادية للسياحة ، بل أيضا له جوانبه الإنسانية التى تفرض على المصريين التعاطف مع شعب صديق نمت العلاقة معه إلى أبعد من السياحة وإقامة أول محطات نووية . وفى إطار ذلك أعلن اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء وعاصمتها شرم الشيخ أنه: 1ـ سيتم الاتفاق على موعد قداس خاص بضحايا الطائرة فى شرم الشيخ، 2ـ سيتم سفر وفد من أصحاب الفنادق بشرم للاتصال بأهالى ضحايا الطائرة لاستضافتهم 3ـ سيقام نصب تذكارى لضحايا الطائرة الروسية يكون مزارا دائما للروس إحياء لذكراهم.
وهكذا فإنه وقبل أن تشرق شمس عام 2016 سيكون الصمت السياحى قد انتهى وعادت الحركة السياحية لصالح الجميع السياح وشركاتهم والمصريون الذين عليهم الاستفادة من الأزمة للمستقبل المفتوح!
نقلاً عن "الأهرام"