صلاح منتصر
شرم الشيخ (2 ) ـ القدرة السياحية لأى دولة تعتمد على عدد الغرف الموجودة فى فنادقها وقدرة مطاراتها و شركات الطيران التى تنقل سياحها . وبالنسبة لمدينتى شرم الشيخ والغردقة وتوابعهما مثل دهب ونبق وسهل حشيش ونويبع ومرسى علم ، فمن بين 240 ألف غرفة تمثل إجمالى الغرف بفنادق مصر ، توجد 62 ألف غرفة فى شرم الشيخ و73 ألف غرفة فى الغردقة مما يعنى أنهما يمثلان وحدهما نحو 60 فى المئة من حركة السياحة المصرية . وواقعيا يمثل الروس والإنجليز نحو 65 فى المئة من سياح المدينتين خاصة فى موسم الشتاء بين نوفمبر وأبريل .
وحتى مساء يوم 30 أكتوبر كانت المدينتان تستعدان لحصيلة سياحية تتطلع إلى موسم عام 2010 الذى سجل 14 مليون سائح وهو أكبر عدد من السياح شهدته مصر. كانت الحجوزات تتدفق على فنادق شرم الشيخ و الغردقة . وكان ناصر عبد اللطيف يستعد للاحتفال بافتتاح أحدث فنادق المنطقة «سى جيت» الذى أقيم فى «نبق» الامتداد المتطور لشرم الشيخ ، والذى تكلف مليار جنيه ويعد أكبر فنادق الشرق الأوسط ( 1200 غرفة ) ويمثل أعلى درجات التكنولوجيا .
وكانت شرم الشيخ التى يضئ محافظها اللواء خالد فودة شوارعها بالطاقة الشمسية ، تحتضن آلاف السياح الذين يمرحون على شواطئ المدينة الرائعة نهارا ويملأون أسواقها بالحياة والبهجة ليلا .
وفجأة وقبل أن يبدأ نهار السبت 31 أكتوبر كان نبأ سقوط الطائرة الروسية التى أقلعت من شرم الشيخ قد طاف العالم ، ومن اللحظات الأولى تبنت أمريكا وبريطانيا أن وراءه عملا إرهابيا ، وجاء رد الفعل سريعا وكأن كل طائرة تقلع من مصر ذاهبة للمجهول ، وتغيرت لغة الرسائل للفنادق من الحجوزات إلى إلغاء ماتم الإتفاق عليه ،وأصبحت الطائرات تأتى خالية لتعود بالسياح الذين كانوا ينعمون بالإجازة وكأن مصر أصبحت فى حالة حرب، وخلت المدينة وبدا وكأن موسمها السياحى قد غرب قبل أن يشرق . وفى هذا الجو بدأ المؤتمر الذى نظمته أخبار اليوم والذى شهد يوما حارا من المناقشات الصريحة والساخنة.
نقلاً عن "الأهرام"