صلاح منتصر
لم تكن عملية عادية تلك التي تعرض لها لنش الصواريخ الحربي في البحر قبالة دمياط فجر الأربعاء الماضي، وإنما كانت عملية إرهابية ضخمة تمت بحرفية شديدة وخداع وإمكانات كبيرة، وقبل ذلك كانت المفاجأة أهم عناصرها باعتبار أنه ليست لها سابقة.
استخدم الإرهابيون الذين تجاوز عددهم 65 ـ كانوا يستقلون أربعة قوارب صيد ـ الخداع مما سهل لهم إصابة وإحراق الزورق الحربي الذي كان في دورية تقليدية عندما بدا لهم أن قوارب الصيد تستغيث بهم، ولأن العملية ليست لها سوابق فقد صدق اللنش الحربي نداء الاستغاثة ودخل بشهامة ليقوم بعملية الإنقاذ ولكن ما أن اقترب منهم وأصبح في دائرة نيرانهم حتي أطلقوا عليه النار بكثافة مستخدمين الصواريخ المحمولة علي الكتف، ورغم المفاجأة فقد تمكن طاقم اللنش البالغ عدده 13 ضابطا وصف ضابط وجنديا من مواجهة الموقف والتعامل مع الإرهابيين قدر الإمكان، لكن الأهم إرسالهم الاستغاثة إلي قيادة القوات البحرية طلب المعونة، وتحرك هذه القوات بصورة بالغة السرعة.
وقد أفسد العملية السرعة غير المتوقعة من جانب الإرهابيين لوصول المساعدة العسكرية والسيطرة علي سماء المعركة مما كانت نتيجته تدمير القوارب الأربعة ومطاردة الإرهابيين في الماء وانتشال 32 إرهابيا جري إخراجهم من الماء بعد أن تمت تصفية أكثر من 30 إرهابيا آخر.
لنش الصواريخ من الواضح أنه تعرض لإصابات كان أخطرها ما أدي إلي إشتعال النار فيه، وحسب البيان العسكري فقد أصيب 5 من أفراد طاقم اللنش تم نقلهم للعلاج، وثمانية مفقودين، وهو تعبير يقال عادة عن شهداء العمليات البحرية.
العملية في ملخصها كمين مثل الذي تعرضت له القوات المسلحة من قبل ، ولكن هذه المرة لأول مرة في البحر، وتكتيكيا يبدو أن وراءه قوي محترفة ربما دولية، فليس لهذه العملية سوابق في الصراع حتي بين حماس وإسرائيل.. ولعل لغز العملية في قوارب الصيد التي اشتركت فيها، والتي يملكها »دمايطة«، في الوقت المشهور عن الدمايطة وطنيتهم الشديدة، وهو مالابد أن تكشفه نتائج التحقيقات التي تجري!
salahmont@ahram.org.eg