صلاح منتصر
المثل يقول ليست هناك صداقات أو عداوات دائمة ولكن هناك مصالح كاملة. وقد ظلت علاقات أمريكا وكوبا مقطوعة أكثر من خمسين سنة كانت كوبا خلالها تمثل النقطة الحمراء المنتمية للشيوعية والتي تعيش في ظهر أمريكا ووسط قارتين يحكمهما الاقتصاد الحر باستثناء فنزويلا. أما لماذا حدث هذا اليوم فأميل إلي أنه ردا علي انتزاع روسيا القرم من اوكرانيا فاراد اوباما ان ينتزع كوبا من العقيدة الشيوعية.
وحتي اليوم يذكر الذين عاشوا ازمة كوبا عندما اكتشفت امريكا أن الاتحاد السوفيتي يقيم في كوبا قاعدة للصواريخ، كيف ان هذه الازمة وضعت العالم وقتها عام 1962 علي شفا حرب نووية استعدت فيها ترسانات الدولتيين العظميين النوويتين. فقد وجهت امريكا الي موسكو انذارا بفك صواريخها التي نصبتها في كوبا وإلا فان عليها تحمل نتائج مايحدث. وجاء رد موسكو بإصدار أوامرها لقواعدها بالاستعداد للدفاع عن هجوم نووي والرد بهجوم مماثل.
ومن حسن حظ العالم أن كان رئيس امريكا رجلا بعقل وحكمة «جون كنيدي» وليس بعقلية ومغامرة بوش الابن والا كنا في عالم مختلف اليوم. فقد حرض المستشارون وقتها رئيسهم كنيدي علي ان يكشف لقادة موسكو العين الحمراء ويضرب بقوة، ولكن كنيدي أمام ضميره وخوفه من آثار صدام مدمر ليس فيه غالب رفض سياسة الكاوبوي وتعامل مع الأزمة علي أساس انه في أزمات الدول العظمي يجب أن يحافظ الحل علي عدم وضوح هزيمة اي طرف. وقد ساعد علي توخي استخدام كنيدي حربا نووية بالتاكيد، مشهد الدمار الذي احدثته القنبلتين النوويتين اللتين القتهما امريكا علي اليابان وأنهت بها الحرب عام 45. وربما لو لم يجر استخدام النووي في ذلك الوقت لما قدر الرؤساء الخطورة وأغري أمريكا بامكان استعماله خاصة في أزمة مثل الأزمة الكوبية . ففي مقابل فك موسكو صواريخها تعهدت واشنطن بعدم التعرض لكوبا وبقائها جزيرة حمراء في محيط راسمالي، إلي أن تغيرت الأوضاع وأصبح انتقال كوبا للجانب الآخر أمرا طبيعيا اذ لا معني لانفرادها بعقيدة فشلت وتهاوت في ارجاء العالم !