صلاح منتصر
على مر التاريخ كان لملك السعودية منذ مؤسس المملكة الملك عبدالعزيز مكانة خاصة فى قلوب المصريين ، لكن لم يحدث أن بلغ قدر المحبة التى حملها المصريون لملك سعودى مثل التى حملوها للملك عبد الله بن عبد العزيز الذى لم يترك فرصة دون أن يعبر عن محبته ودفاعه ومجاهرته بالدفاع عن مصر، ولهذا ليس غريبا حجم الحزن الكبير الذى ملأ قلوب ملايين المصريين عندما بلغهم نبأ وفاة الراحل العظيم.
والواقع أن الرجل لم يكن ملكا للسعودية فقط، وإنما كان قائدا حكيما للعرب، وأكثر من ذلك كان البدر الذى أضاء سماء مصر فى الليلة الظلماء عندما تكالب عليها بعض الذين تصوروا أنهم يمكنهم إجهاض إرادة شعبها، وإلا من ينسى وقفته فى رد قطر إلى صف التعاون الخليجى ووضع حد لعدوان قناتها على مصر، ومن ينسى رسالته التى بعث بها يوم 3 يونيو الماضى إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى فور إعلان انتخابه رئيسا لمصر والتى كانت فى الواقع رسالة إلى كل العالم قال فيها: «إننا من مكاننا نقول لكل الأشقاء والأصدقاء فى هذا العالم إن مصر العروبة والإسلام أحوج ما تكون إلينا فى يومها هذا من أمسها، ولذلك فإنى أدعوكم جميعا إلى مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر للمانحين لمساعدتها فى تجاوز أزمتها الاقتصادية، وليع من يتخاذل اليوم عن تلبية هذا الواجب، أنه لا مكان له غدا بيننا إذا ألمت به المحن وأحاطت به الأزمات».
بهذه القوة كانت وقفة الرجل العظيم إلى جانب مصر، وبهذا الوضوح كانت دعوته التى كان من نتيجتها المؤتمر الذى يعقد فى مارس المقبل فى شرم الشيخ، والذى شاءت إرادة الله أن يغيب عنه، إلا أنه سيكون بالتأكيد حاضرا قويا بذكراه، حاضرا بمشيئة الله بخلفه الملك سلمان بن عبدالعزيز الذى شارك فى سياسة الراحل العظيم نحو مصر.
ولعلنا نذكر أن الراحل العظيم من منطلق حكمته وإيمانه وحبه لبلاده عمل على أن يرسى قبل رحيله قواعد خلافته، وهو ماجرى بأسلوب هادئ فالحياة باقية وكذلك الشعوب.