توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ميزانية الظلام

  مصر اليوم -

ميزانية الظلام

صلاح منتصر

هذا العنوان «ميزانية الظلام» ليس من إبتكارى وإنما هو عنوان كبير حملته الصحف البريطانية فى نهاية شهر أكتوبر 1974 عندما قرر وزراء البترول العرب مشاركة منهم فى حرب

أكتوبر ، خفض إنتاجهم من البترول للضغط على الدول الغربية لتغيير موقفها من إسرائيل .
أصدر العرب قرارهم وبالفعل بدأوا التنفيذ، وفى يوم وليلة تهاوى كبرياء الدول الكبرى ووجدت أمريكا وأوروبا أنهما فى مواجهة جادة فكان أن إتخذا من القرارات السريعة والحاسمة ما يؤدى إلى

خفض استهلاك البترول والكهرباء.
أنقل من أول كتاب أصدرته عام 1975 عن «حرب البترول الأولى » مانشرته الصحف العالمية ووكالات الأنباء فى ذلك الوقت عن القرارات التى صدرت فى أمريكا وأوروبا لمواجهة

الأزمة ومنها إغلاق محطات البنزين أيام الآحاد وتخفيض سرعة السيارات، وإطفاء إعلانات الشوارع، والتحكم فى درجة التدفئة فى البيوت بحيث لا تزيد على 19 درجة مئوية ( لاحظ أن هذه

الدول شديد البرودة ) وإلغاء سباقات السيارات المقررة فى فرنسا ومونت كارلو، وإلغاء مناورات حلف الأطلنطى توفيرا للبترول المستهلك فى هذه المناورات ، وإلغاء أنوار الزينة المعتادة التى

تملأ الشوارع والميادين بمناسبة عيد الميلاد والسنة الجديدة ، وغير ذلك إنهاء برامج التليفزيون فى أوروبا بين العاشرة والحادية عشرة مساء . وفى هولندا تم تحديد نصيب كل سيارة من البنزين

بـ15 لترا فى الأسبوع ، وفى 15 ديسمبر (فى عز الشتاء) أصدر الكونجرس الأمريكى بمجلسيه قانونا وقعه الرئيس الأمريكى جونسون يقضى بالعمل بالتوقيت الصيفى فى البلاد «من

تاريخه» لمدة سنتين لإطالة ساعات النهار وتوفير استهلاك ساعة من الكهرباء . وغير ذلك من الإجراءات التى جعلت الصحف البريطانية تعبر عما تواجهه البلاد بعنوان «ميزانية الظلام».
وهذه دول رفاهية ووفرة وثراء ، ومع ذلك عندما تواجه أزمة تعطى حكوماتها لنفسها سلطة القرارات الحاسمة التى تحول الشعب إلى جنود فى معركة ، من بيضة واحدة فى الأسبوع أثناء الحرب

العالمية إلى 15 لتر بنزين لكل سيارة فى الأسبوع لمواجهة حرب الطاقة . ونتيجة لذلك تعبر الدول الكبرى الأزمات التى تواجهها لأنها تأخذ الأزمة بجدية وليس مثلنا خطوة للأمام وخطوتين

للخلف !

"الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميزانية الظلام ميزانية الظلام



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon