صلاح منتصر
فى نهاية يوم عشته أمس الأول (8 يونيو ) وجدتنى أسأل نفسى وأنا أغمض عينى طلبا للنوم : هل كان حلما ؟هل كان يوما حقيقيا عشناه ويدخل كتب التاريخ ويحكيه الآباء للأحفاد ؟ رئيس يسلم رئيسا بوثيقة موقعة وتصافح وعناق.
منذ متى رأينا هذا المشهد ؟ وهذا الموكب المهيب الذى يعكس احترام الدولة وهيبتها ..قضاة المحكمة الدستورية بملابس المنصب الرفيع ..الضيوف الأشقاء والأصدقاء الأعزاء الذين قدموا لتهنئة مصر ورئيسها . قصر الاتحادية الذى فى كامل استعداده وقد بدا من الجو كمبنى «الكابيتول» فى لونه الأبيض وقبته ..وهذه التحفة المعمارية قصر القبة ، إطلالة الخديو إسماعيل التى بناها منذ أكثر من 180 سنة . وألف مدعو يمثلون نسيج الشعب رصت مقاعدهم فى نظام جميل فى الحديقة التى يحتضنها القصر . ووسط هذا رئيس جديد منحه الشعب ثقته ، وقد بدا بخطواته الوثابة وحيويته ، أملا لتجديد شباب وطن شاخ وأصبح عشوائيا فى سنة اختطاف الإخوان
وإلى بعض الملاحظات :
1ـ من حضر للتهنئة من الإخوة العرب والأشقاء الأفارقة وبعض دول العالم وقد كان عددهم مناسبا لهم الشكر والامتنان ، أما غيرهم فلم يشغلنا عدم حضورهم ، وإذا كان البعض مازال يتصور أننا نبنى مرحلة جديدة على انقلاب فهذه مشكلته هو.
2ـ قلادة النيل أعلى أوسمة الدولة للمستشار عدلى منصور الذى كادت تدمع عيناه والرئيس السيسى يضعها حول رقبته، تكريم مستحق فرح له المصريون لأنها لرجل أدى واجبه على أفضل مايكون فى أصعب ظروف . ورغم أن المستشار منصور ظل رئيسا للجمهورية نحو سنة فإنها كانت أول مرة يدخل فيها قصر القبة وقد ظهر مبهورا بروعته من الداخل.
3ـ فى هدوء ظهرت فى الاحتفال لأول مرة زوجة الرئيس السيسى تصحبها السيدة العظيمة جيهان السادات فى مشهد حضارى عبر عنه المدعوون عفويا بالتصفيق .
4ـ تحية واجبة للذين رتبوا وقائع اليوم الذى لا ينسى ، من الدستورية إلى الاتحادية إلى القبة فى تناغم وانسياب جميل . الاحتفالات كانت محترمة بغير تبذير أو مغالاة ، لكنها كانت تعبيرا عن وجه مصر الجديد الحضارى بعد فترة العشوائية التى عاشتها مصر مع الجماعة سنة الاختطاف !