توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الضحك على الذقون

  مصر اليوم -

الضحك على الذقون

بقلم - كريمة كمال

ما يحدث لعقول الناس على السوشيال ميديا يُثير الحنق حقًا، فهى محاولة مكشوفة للتلاعب بعقول الناس وجذبهم لقصص تافهة لا أعرف لماذا، هل من أجل أن يهتم الناس بكل ما هو تافه وغير مهم، أم أنها محاولة للحصول على التريند الذى صار الهدف الأول لكل المواقع والجرائد.. نجد أخيرًا مثلًا الكلام عن انفصال ياسمين صبرى وأحمد أبوهشيمة، كل يوم خبر جديد عن الانفصال، رقم المؤخر وما حصلت عليه ياسمين من أموال وفيلات وسيارات، ثم الكلام عن علاقة أحمد أبوهشيمة الجديدة بفتاة أجنبية، وهل كانت السبب وراء الانفصال.. ولا ينتهى الكلام عن ياسمين وأبوهشيمة حتى يبدأ الكلام عن تفاصيل خناقة غادة إبراهيم وإلهام شاهين فى جنازة سمير صبرى، وتصريحات غادة ثم تصريحات إلهام شاهين.. ولا تنتهى هذه القصة حتى تبدأ قصة تعدى حسام حبيب، طليق المغنية شيرين، على منزلها وتفاصيل الاعتداء، والمسدس ومرخص أم غير مرخص، والقبض على حسام حبيب وشهادة شيرين فى التحقيقات.
مثل هذه القصص لا تنتهى أبدًا، والأسوأ منها ما يُنشر فى هذه المواقع من قصص صادمة وتصريحات غريبة ومعلومات غير عادية، ليُطلب منك الدخول على التعليق الأول لتعرف التفاصيل، وإن دخلت ستجد تكذيبًا لما جاء وما نُشر على أنه حقيقة.. وآخر هذه الألاعيب ما نُشر عن اعتزال الفنان عادل إمام وتصريحات شقيقه «المفاجأة»، وتدخل لتجد أن شقيقه ينفى خبر الاعتزال.. كل المراد هو أن يتم جذبك للدخول على الموقع لتزيد عدد المشاهدات.. لم تعد هناك مصداقية أو التزام بصدق ما يُنشر أو سمعة الموقع أو الجريدة، وما يترسب لدى المتابع عن ثقته فى الموقع أو الجريدة يدخل على الموقع ليجد أنه قد تم التلاعب به بصورة فجة، ولا يهم إحساسه بالخديعة ولا بأنه قد تم التلاعب به والضحك عليه، كل ذلك غير مهم، المهم المشاهدة والتريند.. فى النهاية ما يترسخ لديك أنك مفعول به، أنك مضحوك عليك، أنك يتم ضربك على قفاك.

الأسوأ من إحساس الخديعة هو جرّك لقصص تافهة وكأن المقصود إبعادك عن الاهتمام بكل ما هو حقيقى وجاد ومهم فى حياتك وفى مجتمعك.. المطلوب شغلك بكل ما لا يدخل فى صميم القضايا المهمة فى حياتك، وكل ما تجب مناقشته بحق مما يجرى فى المجتمع.. ما دخلنا نحن فى مؤخر ياسمين أو الفيلّا التى حصلت عليها، ما لنا نحن وخناقة غادة إبراهيم وإلهام شاهين، وما دخلنا نحن فى تعدى حسام حبيب على شيرين.. مثل هذه القصص باتت تُكتب على مواقع الجرائد وبعض المواقع الإخبارية.. عشنا زمنًا فى الماضى كانت الصحف لا تنشر سوى أهم الأخبار السياسية العالمية والمحلية، واختفت الجرائد الآن كجرائد ورقية وباتت تصدر على الإنترنت كمواقع وبات اهتمامها الأول الحصول على الانتشار الذى فقدته كجرائد ورقية، فباتت تلجأ لمثل هذه الحيل، كى تحصد الانتشار الذى تسعى إليه.. فهل فقدت هذه الجرائد وهذه المواقع قدرتها على الاهتمام بالقضايا الحقيقية والقصص المهمة، أم أنها باتت غير قادرة صحفيًا على متابعتها، فبحثت عن البديل؟

ارحموا الناس من كل هذه التفاهة، لا تلعبوا بعقول الناس ولا تفسدوا أجيالًا صاعدة، بل لا تفسدوا مجتمعًا بأكمله صار يتابع خناقات الفنانين وطلاق الفنانين وعلاقات الفنانين، بدلًا من أن يتابعوا الفن نفسه ويحكموا عليه أو يستفيدوا منه.. اعتدنا أن تسعى الجرائد فى الماضى للحصول على الحقائق وإطلاع الناس عليها وليس ترويج الشائعات والقصص السخيفة، هل مضى عهد الصحافة التى تلعب دورًا رائدًا فى الحياة السياسية والاجتماعية وبتنا نعيش فى زمن الصحافة الصفراء التى تعيش على التريند؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الضحك على الذقون الضحك على الذقون



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon