توقيت القاهرة المحلي 15:24:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أزمة الإعلام

  مصر اليوم -

أزمة الإعلام

بقلم : كريمة كمال

أعلن رئيس الهيئة الوطنية للصحافة ونقيب الصحفيين عن قرب رفع أسعار الصحف فى محاولة لمواجهة أزمة الصحف، والسؤال: هل ينقذ رفع الأسعار الصحف ويخرجها من أزمتها؟ الواقع أن رفع الأسعار قد يزيد الأزمة بدلا من أن يحلها، فأزمة الصحف الحقيقية هى فى المحتوى، والحل يكمن أيضا فى المحتوى، فهو الذى يتحكم فى بقاء القارئ أو عزوفه، وبالتالى هو الذى يتحكم فى التوزيع وحجم المكسب والخسارة.. قد تكون مفردات الصناعة من ورق وأحبار قد شهدت ارتفاعا ملحوظا، لكن المؤكد أن التوزيع قد شهد انخفاضا ملحوظا وإذا ما انخفض التوزيع ابحث عن مستوى المحتوى واتجاهه.

من المؤكد أن الإعلام كله يمر بأزمة طاحنة فنحن الآن نرى اختفاء برامج واختفاء قنوات مما يعنى أن هناك ما يحدث داخل سوق الإعلام لا يعرف أحد بالضبط ما يجرى، لكن هناك من يريد شيئا بالإعلام وهناك ما يشبه إعادة «تفنيط» أوراق الكوتشينة، لماذا وفى اتجاه ماذا لا أحد يدرى، المهم هنا أن هناك مرحلة جديدة يمر بها الإعلام، فهل تحل أزمته أم تزيد من أزمته؟ مرة أخرى الفيصل هنا هو المحتوى، فالمحتوى هو الذى يتحكم ببقاء المشاهد وهو الذى يتحكم بعزوف المشاهد وإذا ما كان المحتوى هو الفيصل، فالمتحكم فى المحتوى هو قدر الاستقلالية، وبالتالى قدر المهنية، فالاستقلالية هى التى تمنح الفرصة لوجود المهنية، والمهنية هى التى تتحكم فى المحتوى وتوفر محتوى جيدا يكون قادرا على جذب المتلقى سواء كان هذا المتلقى قارئا للصحيفة أم مشاهدا للقناة، فما هو حجم الاستقلالية وما هو حجم المهنية فى الإعلام الآن، وما هو حجمهما فيما هو قادم؟ نحن نتابع تغير الملكيات من شركة إلى شركة ومن مجموعة إلى أخرى، وبالتالى تنتقل ملكيات القنوات بسرعة شديدة وبتكرار أشد مما يعنى انتقال القنوات من يد إلى أخرى وخضوعها إلى إدارات مختلفة ومتنوعة متتالية مما يكون ماسا أصلا باتجاهها وسياستها، وبالتالى بمحتواها.. ليس خافيا على أحد العلاقة الوثيقة ما بين الملكية والاستقلالية وما بين الاستقلالية والمحتوى، لذا فإن تغير الملكية يكون ماسا بشكل كبير بطبيعة المحتوى واتجاهه ومدى مهنيته.

هل نجح الإعلام فى الفترة الماضية فى جذب القارئ والمشاهد؟ من المؤكد أن الإجابة ستكون بأن الإعلام قد شهد فشلا ذريعا فى الفترة السابقة والسبب يكمن فى المحتوى الذى تردى كثيرا وسقط إلى القاع مما دفع بالمتلقى للعزوف عن قراءة الصحف أو مشاهدة القنوات التى صارت بالذات مرتعا للفوضى الإعلامية مما حدا بالكثيرين ليس فقط التوقف عن مشاهدتها بل والإقبال على القنوات التى تبث من الخارج مما يعيدنا إلى فترة سابقة كان الإعلام المصرى طاردا والإعلام الذى يبث من الخارج جاذبا للمشاهد. هل هى وقفة لإعادة الحسابات؟ هل يتم التخلص من البرامج التى ثبت فشلها وإيغالها فى الفوضى؟ هناك من يردد أن المطلوب فى الفترة القادمة أن تسود البرامج الترفيهية والاجتماعية على حساب البرامج السياسية ولو صح هذا فهل ينقذ هذا الإعلام من أزمته ويستعيد المشاهد أم أنه يزيد من أزمة الإعلام بفرض لون واحد من البرامج وتجاهل حاجة المشاهد إلى برامج سياسية جادة؟ من المؤكد أننا فى خضم أزمة، ومن المؤكد أيضا أن هناك إعادة تشكيل للخريطة الإعلامية تمس كل مكوناتها من ملكية إلى إدارة إلى برامج، فهل تنقذ إعادة التشكيل الإعلام من أزمته أم تزيدها تعقيدا؟ هذا هو السؤال الذى ستجيب عنه الشاشات فى الأيام القادمة.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة الإعلام أزمة الإعلام



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon