توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مرة أخرى قبل التصفية

  مصر اليوم -

مرة أخرى قبل التصفية

بقلم - كريمة كمال

كتبت، فى الأسبوع الماضى، عن إغلاق مجلة الكواكب أو دمجها كما قيل فى مجلة حواء.. وهنا يجب أن أذكر أن الأمر لا يتوقف على مجلة الكواكب فقط، فما حدث للكواكب سوف يحدث للكثير من الإصدارات الأخرى من الصحف والمجلات القومية، والمشكلة هنا أن مصير هذه الإصدارات قد نوقش منذ عدة سنوات، وتم التوصل إلى قرار الدمج، أو فى الواقع التصفية، والمشكلة هنا أن اتخاذ هذا القرار كان بناء على أن هذه الإصدارات لم تعد توزع بالشكل الكافى.
بل ربما لم تعد توزع على الإطلاق، وهى فى نفس الوقت تكلف الدولة أعباء مالية كبيرة نتيجة دعم الدولة المادى لها.. كان القرار معدا ومتخذا منذ سنوات وينتظر لحظة التنفيذ، ولا أحد يشكك فى أن كثيرا من هذه الإصدارات قد توقفت عن التوزيع ولم تعد موجودة بالفعل، لكن هل كان الحل الوحيد هو التصفية أو الدمج؟.

المشكلة هنا أن القرار قد اتخذ بمنطق التخلص من المشكلة، وليس بمنطق أفضل ما يمكن أن يحدث للحفاظ على تراث وتاريخ هذا البلد، المتمثل فى هذه الإصدارات، فهذه الإصدارات هى فى الواقع منجم لأى باحث أو دارس لتاريخ مصر، سواء كان التاريخ السياسى أو الاجتماعى أو الفنى، وكان الأجدى عند مناقشة مصير هذه الإصدارات ليس النظر إليها على أنها عبء أو مشكلة، بل النظر إليها على أنها كنز يمكن الاستفادة منه بتحويله إلى مواقع يتم تخزين الأرشيف بها.

بحيث تتحول هذه المواقع إلى مصدر يلجأ إليه الدارسون والباحثون فى تاريخ مصر، على أن يعمل العاملون فى هذه الإصدارات فى عملية التحويل هذه تحت إشراف قيادة أو قيادات مؤهلة فى الأرشفة والمواقع.. هنا فقط لا نكون قد تخلصنا من هذا التاريخ الحى، بل نكون قد استفدنا منه وقدمناه إلى الأجيال القادمة لتستفيد منه هى الأخرى.

أتمنى حقا أن يعاد النظر فى قرارات التصفية قبل أن تطول كل الجرائد والمجلات، ما عدا أقل القليل الذى مازال موجودا على الساحة، والذى من المؤكد أنه سيلحق بالتصفية فيما بعد.. أتمنى أن يعاد النظر فى المسألة بمنطق الاستفادة، وليس التخلص من عبء ومشكلة، وهنا أؤكد أن هذه النظرة يجب أن تكون للإصدارات التى لها تاريخ حافل، فهل نلقى بالتاريخ السياسى لروزاليوسف فى سلة المهملات، وهل نلقى بالتاريخ الثقافى لمجلة الهلال فى نفس السلة؟ هل نهدر كل هذا التاريخ الذى تمثله مجلة آخر ساعة مثلا، وهل نلقى بكل هذا التاريخ، الذى رصد التحول الاجتماعى على مدى عقود بين صفحات مجلة صباح الخير، إلى القمامة ولم يعد موجودا؟.

مرة أخرى هذه الإصدارات هى تاريخ مصر فلا تتخلصوا منها بهذا الشكل، بل حاولوا الاستفادة منها لتبقى للأجيال القادمة بالطريقة التى باتت هى الطريقة التى تتعامل بها هذه الأجيال والأجيال القادمة، وهى المواقع والصفحات الإلكترونية، ولا تحشروا صحفيى هذه الإصدارات مع غيرهم ليفعلوا لا شىء حتى تتم إحالتهم إلى التقاعد، بل استفيدوا منهم فى تحويل هذا التاريخ المهمل إلى تاريخ حى يمكن الاستفادة منه الآن وغدا وبعد غد.

من المؤكد أننى لست وحدى التى تنظر بأسى إلى مثل هذه القرارات، فهناك الكثير من أعلام الصحافة وشيوخها ممن يمكن أن يدلوا بدلوهم فى هذا الأمر قبل أن تتم الإطاحة بجزء عزيز من تاريخنا.. لا أحد يطلب من القائمين على المجلس الأعلى للإعلام أن يبقى على هذه الإصدارات كما هى، لكن لا تقوموا بتصفيتها وكأنما تتخلصون من شىء زائل وبلا أى قيمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرة أخرى قبل التصفية مرة أخرى قبل التصفية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon