بقلم - كريمة كمال
كثير منا لا يدرك أهمية المجتمع المدنى فى الأزمات والمحن التى نمر بها، وعلى رأسها محنة المرض.. هل هناك من يلقى الضوء على المؤسسات والمنظمات الأهلية غير الهادفة للربح التى تسعى لمساعدة المريض أثناء محنة المرض، بل وتقوم أيضا بمساعدة عائلته أثناء هذه الفترة الصعبة جدا.. من منا سمع عن مؤسسة هوسبس، هذه المؤسسة التى تدعم أهالى المرضى ماديا إذا ما كانوا فى حاجة إلى الدعم المادى كما هو حال الكثير من فقراء مصر، بل وبعض أسر الطبقة المتوسطة.. هذه الأسرة ظهرت لتدعم هذه الأسر وإحدى السيدات شقيقة لمريض عانى طويلا تحكى كيف قاموا بمساعدتها، بل وكانوا يقومون بزيارتها أسبوعيا للاطلاع على احتياجاتها ومساعدتها على مواجهة المحنة الصعبة التى تمر بها.. هذه المؤسسة تعاملت مع المرضى من عمر ثمانية عشر عاما حتى السن المتقدمة من العمر.. تحكى إحدى السيدات كيف قاموا بمساعدتها حيث كان زوجها مريض سرطان، وكانت تكلفة علاجه باهظة جدا وقاموا بمساعدتها حتى رحل.. حكت كيف قاموا بدعمهم بأدوية ومحاليل.. أهم ما فى هذه المؤسسة ليس فقط الدعم المادى، بل أيضا تقديم الإرشادات والنصائح لعائلة المريض حتى يقوموا برعايته أفضل رعاية ممكنة.. والأهم أن هذه المؤسسة قائمة على عدد من المتطوعين الذين يقومون بهذا الدور المهم جدا والمؤثر بشدة.. أحد هؤلاء يحكى كيف قام بمساعدة حوالى خمس وعشرين حالة، حكى ذلك فى قناة أجنبية تبث بالعربية، وهنا أؤكد أننا فى حاجة ماسة جدا لأن يتم التعرف على هذه المؤسسة عن طريق برامجنا فى قنواتنا الرئيسية، حيث إن جمهورها يكون من الذين فى أمس الحاجة لخدمات هذه المؤسسة.. هذه المؤسسة لا تقوم بمساعدة المريض بالأدوية والمساعدات فقط، بل تقوم أيضا بمساعدة المرضى فى تحقيق أمنياتهم، وهنا يحكى أحد المتطوعين كيف أن إحدى المريضات كانت تتمنى أن ترى البحر ويحكى هذا المتطوع كيف قاموا باصطحابها هى وعائلتها إلى العين السخنة، حيث قضوا يوما على البحر وتحققت أمنية المريضة.
فكرة التطوع فى مصر ليست منتشرة بشدة، لكن مازال هناك من يؤمن بأن مساعدة المريض مهمة، وأنه هو نفسه يشعر بأنه يقوم بدور مهم جدا لمريض فى محنة.. هذه الفكرة يجب التحدث عنها ووضعها تحت الإضاءة والكشف عنها لأنها تشجع الكثيرين ممن يملكون مثل هذه الرغبة على المشاركة، سواء فى هذه المؤسسة أو غيرها من مؤسسات المجتمع المدنى.. هذه المؤسسة تضم خبراء اجتماعيين يقومون بمرافقة المريض وعائلته لإرشادهم خلال هذه الفترة الصعبة من العمر، والتى من المؤكد أننا جميعا معرضون للمرور بها.. الدكتورة «رانيا يونس» هى رئيسة فريق العمل فى هذه المؤسسة المهمة جدا وتقول الدكتورة «رانيا» إن مفهوم «هوسبس» هو تقديم الدعم للمريض وأسرته فى حالات المرض المتأخرة، وتحكى أن هذه التجربة بدأت فى مصر عام ألفين وعشرة كأول مؤسسة مصرية تقدم رعاية للمرضى لذلك قاموا بعمل بروتوكولات تعاون مع مؤسسات تقدم نفس الخدمة فى ألمانيا وتعلموا منهم الخدمات، ثم نزلوا إلى العمل الميدانى.. وتحكى كيف قام فريق العمل من الأطباء من التخصصات المختلفة بالعمل مع المرضى للتعامل مع الأعراض الجانبية والدعم الطبى فى شكل أدوية ومستلزمات طبية والدعم النفسى للمريض وأسرته.. أيضا الرعاية التلطيفية للمريض منذ تشخيص المرض ليستطيع المريض أن يتعايش مع المرض، لكن تركيز المؤسسة يكون مع المرضى فى المراحل الأخيرة من المرض، وأهم ما يقومون به أن يقوموا بوضع خطة للرعاية، وكل ذلك بالمجان وهم يقومون بالعمل فى ثلاث محافظات ويسعون إلى التوسع فى
باقى المحافظات.
هل يمكن إلقاء الضوء على هذه المؤسسة المهمة حتى يمكنها أن تصل إلى أكبر عدد من الأسر التى تحتاجها فعلا؟