توقيت القاهرة المحلي 13:17:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حالنا

  مصر اليوم -

حالنا

بقلم - كريمة كمال

الطبقة الغنية بتاخد رشاوى.. الطبقة الفقيرة بتاخد إكراميات.. إحنا بتوع الطبقة الوسطى بندفع الرشاوى والإكراميات».. هذا ما كتبه أحدهم على «الفيس بوك»، وقد تلقى البوست الكثير من التعليقات المؤيدة لهذا التوصيف الذى يصف حالنا نحن الطبقة الوسطى فى هذه الأيام الصعبة بالذات.

هناك ما يمكن أن يسمى التفاعل الاجتماعى، يحدث فى الأزمات داخل المجتمع، ولا أعرف إذا ما كان هذا التوصيف يتفق مع خبراء علم الاجتماع أم لا لكننى أستطيع أن أقول إن المجتمع يعيد ترتيب أوراقه طبقًا للحالة الاقتصادية بالذات، وطبقًا لما يحدث له من أزمات وما يمر به من صعاب، ومنذ فترة ليست ببعيدة جدًا كتب الخبير الاقتصادى الدكتور «هانى توفيق» يحذر مما يمكن أن يحدث فى المجتمع، موصيًا بالانتباه لما يمكن أن يحدث لنا من صدمة ممن هم حولنا، حيث يمكن أن يسرقك شريكك أو صديقك، وأن الحالة الاقتصادية قد تدفع الكثيرين لتغيير سلوكهم واللجوء إلى ما لم يعتادوا عليه من قبل. أعاد الخبير الاقتصادى نشر البوست أكثر من مرة، محذرًا مما يمكن أن يحدث فى المجتمع من تغير حاد فى سلوكه، ومما يمكن أن يسبب للكثيرين منا صدمة شديدة.

الاحتياج الشديد قد يدفع البعض إلى العمل فى أكثر من وظيفة حتى إن اقتضى الأمر ألا ينام أكثر من ثلاث ساعات فقط فى اليوم الواحد، وقد شاهدت هذا النموذج أكثر من مرة.. شاهدته فى المساعدة التى تأتى لتقدم لى العون، والتى تضطر إلى العمل كل أيام الأسبوع لكى توفر مصاريف أبنائها الأربعة، ولكى تضمن استكمالهم تعليمهم حتى إن كان هذا على حساب جسدها وصحتها، فزوجها يشغل وظيفة بواب ولا يقوم بغيرها، لذا فهى تسعى لكى تسد الثغرة التى تتسع يومًا بعد يوم فى ميزانية الأسرة نتيجة لارتفاع الأسعار.. كما رأيت الشاب الذى فى الثانية والأربعين من عمره، الذى يسكن عزبة النخل، لكنه مُصر على أن يلتحق ابناه بمدرسة خاصة لأنه يستثمر فيهما كما يقول، فيضطر للعمل كجليس لمريض منذ العاشرة مساء حتى السابعة صباحًا ليلحق بسيارة الشركة التى يعمل بها فى النهار لكى يعمل لبعد الظهر ويعود لمنزله لكى يأكل وينام ثلاث ساعات فقط ليعيد الكرة مرة أخرى.. وكما يفعل الكثيرات والكثيرون هذا يفعل الآخرون أسلوبًا مختلفًا تمامًا، حيث تسرق إحدى السيدات المريضة المسنة التى تأتى لرعايتها بينما تلجأ أخرى إلى إعطاء المريضة منومًا يتسبب فى تدهور حالتها لأنها تعمل طوال النهار ولا تستطيع أن ترعاها طوال الليل، فتلجأ إلى هذه الوسيلة لكى يتسنى لها أن تنام حتى الصباح لتلحق بوظيفتها الثابتة.

ما لا يدركه الكثيرون، ومن المؤكد أن علماء الاجتماع لدينا يدركونه تمامًا كما يدركه خبراؤنا الاقتصاديون، أن الأزمة الاقتصادية تعيد تشكيل المجتمع وقيمه وسلوكه بشكل حاد، وربما يكون غير متوقع، لذلك فنحن فى حاجة ماسة للتحذير، والأهم من ذلك الدراسة التى يمكن أن يقوم بها خبراؤنا الاجتماعيون فى أقسام العلوم الاجتماعية بالجامعات وفى المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية، لكى يتسنى لنا إدراك حقيقة ما يجرى فى مجتمعنا الآن بفعل الأزمة الاقتصادية، وما يجرى فيه من تغير سريع وحاد جدًا.

ما نسمعه من قصص فى كل يوم يخيف بشكل شديد، لكن الخوف وحده لا يجعلنا قادرين على التعامل مع ما نحن فى حاجة إليه الآن، ولابد من الحذر الشديد، كما قال الخبير الاقتصادى هانى توفيق أكثر من مرة، وأكرر أننا الآن فى حاجة إلى عمل المنظمات والهيئات الأهلية التى يمكنها أن تمد يد المساعدة والعمل فى الشارع المصرى.. يجب أن تدرك الدولة أهمية الدراسات الاجتماعية وأهمية المنظمات الاجتماعية فى الشارع المصرى الآن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حالنا حالنا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon