توقيت القاهرة المحلي 04:12:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجرائم الإلكترونية

  مصر اليوم -

الجرائم الإلكترونية

بقلم - كريمة كمال

لا أعتقد أن أحدًا قد نسى قضية «بسنت خالد»، الفتاة ذات السبعة عشر عاما، التى انتحرت بتناول حبوب الغلة بعد أن تم ابتزازها إلكترونيا بصور خليعة مفبركة من قبل ثلاثة شبان بعد أن قام أحد الشباب بتركيب صور لها على أحد برامج تعديل الصور ونشرها على الفيس بوك ولم تتحمل الفتاة الصغيرة وطأة الفضيحة فانتحرت.. وصلت القضية إلى القضاء، وحكمت محكمة جنايات طنطا بمعاقبة المتهمين الخمسة بالسجن خمسة عشر عاما لثلاثة متهمين، ومعاقبة اثنين آخرين بالسجن خمس سنوات.

«بسنت» ليست الضحية الوحيدة لحالات الابتزاز الإلكترونى، فهناك الكثير من الحالات التى لا تصل إلى القضاء، والتى يحجم الضحايا فيها عن الإبلاغ، وبالتالى يفلت الجانى بجريمته وتدفع الضحية الثمن من سمعتها وربما حياتها.. لذلك سعدت جدا بالمشاركة فى مائدة الحوار التى نظمها مركز قضايا المرأة المصرية حول آليات الحماية القانونية والسلامة النفسية للنساء فيما يخص جرائم الابتزاز الإلكترونى.

وهالنى ما ذكره أحمد حجاب، الباحث والمدرب فى السلامة الرقمية من تطور جرائم الابتزاز الإلكترونى بسرعة شديدة جدا، وبالذات بعد أن ظهر الذكاء الاصطناعى وتحدث عن سهولة الاختراق وسهولة ارتكاب جرائم الابتزاز وكيف أن الوصول إلى الضحية وابتزازها قد صار ممكنا وسهلا فى ضوء التطور التكنولوجى السريع.

كما تحدثت الدكتورة حنان نشأت الأمين العام لرابطة الإخصائيين النفسيين المصرية والمعالج بمستشفيات الشرطة عن حقيقة أن كثيرا من الفتيات والسيدات لا يقومن بالإبلاغ عن جرائم الابتزاز الإلكترونى التى يتعرضن لها بسبب الأساطير النفسية والمخاوف الاجتماعية وما الذى على المجتمع والمؤسسات أن تفعله لتوفر الدعم النفسى للضحية لكى تُقدِم على الإبلاغ.

هنا يكون السؤال: «أين الإشكاليات القانونية المرتبطة بحماية الضحايا والمبلغين فى جرائم الابتزاز الإلكترونى؟.. وما آليات الحماية القانونية؟.. وهو ما تحدث فيه «محمود عبدالفتاح» المحامى بالنقض والخبير الحقوقى، موضحا وضع القوانين وما الذى نحتاجه لكى نوفر الدعم والمساندة القانونية للضحايا.

والواقع أن مشاركة الحاضرين فى المائدة كان له كثير من الأهمية للقضية المثارة، حيث تحدث المحامون والمحاميات المشاركين فى المائدة عن حقيقة ما يواجهونه من عقبات عند الإبلاغ عن جريمة ابتزاز إلكترونى، حيث ذكرت المحامية «نسمة الخطيب» كيف أنها لا تقوم بالإبلاغ عن الجريمة بوصفها جريمة ابتزاز إلكترونى، بل تلجأ إلى توصيفها بتوصيف قانونى آخر.

حيث إن التعامل مع الجرائم الإلكترونية لم يصبح ممكنا بعدْ، ولا يُنظر إليها بطريقة فعالة مما لا يمكن المحامى من الإبلاغ وعمل المحضر المطلوب لتحريك الدعوى.. لم نعتد بعد المشكلة أو الجريمة، ولذلك لم تعتد المؤسسات المنوط بها التعامل مع الواقعة كيفية التعامل مع الجريمة الإلكترونية.

المشكلة الأخطر فى نظرى فى مثل هذه الجرائم هى ما تتعرض له الضحية من تفتيش فى سلوكها من هذه المؤسسات، وحقيقة ما إذا كانت لها صلة بالجانى، مما دفعه إلى ارتكاب الابتزاز من عدمه، وهو ما يدفع كثيرا من الضحايا إلى عدم الإبلاغ، حيث تصبح هى المدانة أخلاقيا فى نظر القائمين على هذه المؤسسات إلى أن يثبت العكس.

بينما الواقع أن ارتكاب جريمة الابتزاز لا صلة له بما إذا كانت هناك صلة ما بين الجانى والضحية أم لا.. جريمة الابتزاز جريمة فى كل الأحوال، وليس مطلوبا تبرئة أو إدانة الضحية، بل المطلوب محاسبة وعقاب الجانى.

هذه القضايا الجديدة علينا كمجتمع يجب أن تخضع للمناقشة مجتمعيا وإعلاميا أيضا.. وهنا أتساءل: أين إعلامنا من مثل هذه القضايا؟ وأين دوره فى توعية المجتمع بها؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجرائم الإلكترونية الجرائم الإلكترونية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon