توقيت القاهرة المحلي 18:29:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قائمة شندلر

  مصر اليوم -

قائمة شندلر

بقلم - كريمة كمال

شاهدت على نتفليكس فيلم «قائمة شندلر»، وهو فيلم على المستوى الفنى رائع جدًّا، لكنى تساءلت: لماذا الآن، والآن بالذات، يتم عرض هذا الفيلم الذى يحكى عن معاناة اليهود واضطهادهم من ألمانيا النازية؟.. شاهدت الفيلم قبل أن تضرب إيران إسرائيل هذه الضربة المحسوبة، وينقلب الحال من إدانة إسرائيل إلى عودة التعاطف معها مرة أخرى، حتى إننى تساءلت: هل حسب نتنياهو هذه الحسبة بدقة عندما قام بضرب سفارة إيران فى دمشق وتوقع الرد من إيران ومن ثَمَّ عودة التعاطف مع إسرائيل مرة أخرى؟. لا أعرف حقًّا، لكن المهم هو عرض هذا الفيلم بالذات على نتفليكس، وهو ما يستدعى التعاطف مع اليهود ومع ما جرى لهم وإحياء المظلومية مرة أخرى.. لكن هذه المظلومية تخص اليهود ولا تخص إسرائيل التى فعلت وتفعل بالفلسطينيين ما فعله الألمان باليهود وأكثر، وهو شىء غير مفهوم كيف لمَن كان الضحية يومًا ما أن يتحول إلى الجلاد؟. المهم بالنسبة لى، بعد أن شاهدت هذا الفيلم، هو التساؤل الذى شغلنى بحق: هل نستطيع نحن أن نصنع فيلمًا عما جرى ويجرى للفلسطينيين سواء الآن أو من قبل؟.. هذا فيلم يحتاج إلى توثيق لكل الأحداث والمجازر التى تمت والتى مازالت تتم، فهل هناك مَن فعل هذا، هل هناك مَن وثق هذه المجزرة البشرية وهذه

الإبادة العرقية؟. الأمر يحتاج أصلًا إلى الكثير من الأموال، فمَن قادر على دفعها، بل مَن مستعد لدفعها.. ومَن يلتفت الآن لأهمية التوثيق لكل ما جرى ومازال يجرى.. هذه مشاهد حية تدين إسرائيل وتعبر عن معاناة الشعب الفلسطينى.. «قائمة شندلر» فيلم قوى على مستوى السرد والتأثير والصورة الفنية.. فهل نملك أن نصنع مثله؟.. سوف تمر الأيام وتبقى بضعة أسطر فى كتب التاريخ، بل لو حتى بقيت بضع صفحات، لكن لن تتم إعادة إحياء المعاناة بحق إلا إذا قمنا بإنتاج مثل هذا الفيلم.. عندما يتحدث الإعلام عن المجزرة يكون التأثير الحقيقى أن تتابع الصورة الحية المنقولة من الداخل وترى الدمار والخراب، بل تشاهد النار وهى تندلع فى الأبنية، والأبنية وهى تنهار حطامًا فوق الأرض، ومَن يتم انتشاله ومَن يبقى تحت الأنقاض ولا يظهر منه سوى أطرافه... بل ونحن نتابع التجويع المقصود من الحصار وهو يغتال الجميع الأطفال والكبار، بل الجموع تحاول الوصول إلى المساعدات التى يتم إسقاطها فيموتون غرقًا فى البحر، حيث سقطت المساعدات، بل البعض يسقط تحت الأقدام أثناء التدافع، ثم الصورة الأخيرة للجموع التى أصرت على العودة إلى الشمال مرة أخرى والاحتلال يحاول منعها من العودة بضربها من الجو فيسقط الشهداء.. الصورة الحية هى أكبر مؤثر فى كل هذا الذى يجرى.. الصورة الحية تُؤنسن المذبحة وتجعل لها جسدًا ووجهًا وملامح.. لا يعود الأمر مجرد أرقام الضحايا والشهداء، بل يصبح واقعًا نتابعه بأعيننا، فيسكننا الحزن والألم. لكن هذه الصورة ستختفى إذا ما تم وضع حد لهذه الحرب التى طالت، فهل يمكننا أن نصنع شيئًا يمكن استعادته فى كل لحظة ويمكن عرضه على العديد من المنصات لتبقى المجزرة حية ويبقى هذا الواقع المؤلم شاهدًا على ما جرى؟... إن صنع فيلم يوثق هذه المأساة الحية هو ضرورة يجب أن ندركها ونبحث لها عمّن يمكن أن يكتبها ويوثقها ويُخرجها، والأهم أن ينتجها بمثل هذا الإنتاج الضخم، الذى من المؤكد أن أغنياء اليهود يقفون وراءه... هناك العديد من الأغنياء العرب، فهل هناك من بينهم مَن هو مستعد لصنع مثل هذا الفيلم، وهل يمكننا البحث من الآن عمَن يوثق ومَن يكتب ومَن ينتج؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قائمة شندلر قائمة شندلر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon