توقيت القاهرة المحلي 22:22:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مرة أخرى.. المشكلة السكانية

  مصر اليوم -

مرة أخرى المشكلة السكانية

بقلم - كريمة كمال

أمضيت سنوات طويلة من حياتى الصحفية فى الاهتمام بالقضية السكانية بالذات، وترددت سنوات طويلة على المجلس القومى للسكان، الذى كان يترأسه الدكتور ماهر مهران، وحضرت العديد من المؤتمرات السكانية، سواء داخل مصر أو حتى خارجها، دولية كانت أو محلية.. بل إننى شاركت فى وفد رسمى ذهب إلى جنوب آسيا (الهند وتايلاند وإندونيسيا) للاطلاع على التجربة السكانية فى هذه الدول.. كل ذلك كان من أجل الوصول إلى استراتيجية سكانية تسعى ليس فقط إلى تحديد النسل، كما كان يطلق عليه، بل تسعى إلى الوصول إلى مقومات سكانية صحيحة، وتوفير كل ما يحتاجه السكان من عناصر تكفل لهم ما يجب أن يتوافر لهم.

وبحكم هذه الرحلة الطويلة فى عالم القضية السكانية، أستطيع أن أقول الآن إننى اندهشت من إعادة الحوار مرة أخرى حول هذه القضية الأزلية.. وسبب اندهاشى أن هذه القضية قد شهدت طوال عقود ماضية غيابا تاما طوال عقود، ثم ظهور مرة أخرى إلى السطح وكأننا نكتشفها من جديد، أو كأننا لم نتطرق لها من قبل.. ولذلك فنحن قد عاصرنا أوقاتًا كانت فيها هذه القضية فى الصدارة، وبالتالى كانت هناك استراتيجية يتم تنفيذها، ومراكز لتنظيم الأسرة فى كل مكان، ودعاية تصل إلى كل مكان، وبالتالى نتائج لانخفاض نسبة المواليد، ثم فجأة يغيب كل هذا سنوات طويلة وكأنه لم يكن موجودا أو مستهدفا، ليعود مرة أخرى فى الصدارة وكأنما أدركنا أهميته.. بل مرة أخرى نعود الى نفس النقطة ونفس الجدل.. نعود إلى «خلق الله العالم».. نعود لنتساءل: هل نسعى لتقليل حجم السكان؟ هل نسعى لتحديد النسل أم أن زيادة النسل هى قوة يمكننا استغلالها فى الإنتاج؟.. نفس الجدل القديم وكأننا لم نحسمه بعد، وكأننا نواجه المشكلة للمرة الأولى ونبحث لها عن حل.. لا توجد استمرارية لاستراتيجية واحدة، بل مواجهة، ثم غياب، ثم مواجهة، فغياب، لذلك لا نحقق أى نتائج ملموسة.

هل نسى الكبار منا حملة «حسنين ومحمدين» أو غيرها من الحملات الإعلانية التى سعت للوصول إلى الناس وإقناعهم بتحديد النسل؟، بل هل نسى الكثير منا الحديث عن البحث عن حوافز إيجابية يمكن منحها للأسر الصغيرة والكثير من الحلول التى طرحت وتمت مناقشتها ثم غابت تمامًا؟!.. لقد مررنا بأربعة عقود كاملة شهدنا فيها حملات لتنظيم الأسرة واحترنا: هل نطلق عليها تنظيم الأسرة أم نطلق عليها الصحة الإنجابية؟، ثم غابت القضية تمامًا لتعود مرة أخرى الآن إلى الصدارة ونجد من يخرج علينا من نواب البرلمان ليؤكد أن الهدف ليس تنظيم النسل فقط، بل تحسين المقومات السكانية وكأنما نواجه القضية للمرة الأولى ونجد الحل للمرة الأولى أيضا.

إن حل المشكلة السكانية لا يتوفر بمواجهتها أحيانا ونسيانها أحيانا أخرى، فكل دول العالم التى واجهت الزيادة السكانية وضعت استراتيجية ثابتة وسارت عليها دون توقف، بل أكدت هذه الاستراتيجية على مر العقود، سواء كانت هذه الاستراتيجية تهدف إلى تقليل عدد السكان، أو الاستفادة من الزيادة السكانية. والدول التى أوقفت هذه الاستراتيجية لتنتقل إلى استراتيجية أخرى مثل الصين فعلت هذا بعد أن حققت الاستراتيجية الموضوعة هدفها وباتت فى حاجة إلى استراتيجية جديدة طبقا لتغير الأوضاع.

نحن الآن، مرة أخرى، نواجه المشكلة السكانية وكأنما نواجهها للمرة الأولى.. فهل نضع استراتيجية ثابتة وهدفا ثابتا نسعى للوصول إليه أم نهتم بالمشكلة السكانية فترة ثم نعود لننساها مرة أخرى، حتى تقفز مرة أخرى إلى الصدارة وكأننا لم نمر بها من قبل، ولم نناقشها من قبل، ولم نضع الحملات والاستراتيجيات من قبل؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرة أخرى المشكلة السكانية مرة أخرى المشكلة السكانية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon