توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشك أولًا

  مصر اليوم -

الشك أولًا

بقلم - كريمة كمال

كتبت لى إحدى السيدات تقول: «حدث معى حرفيًا ما تناولته فى مقالك.. أنا سيدة فى السبعين من عمرى ولكنى أبدو أصغر سنًا، ذهبت إلى الساحل لأشرف على تجهيز شاليه نملكه لقضاء الصيف أنا وأولادى.. حين وصلت إلى الاستقبال فى أوتيل خمس نجوم نظرت إلىّ الموظفة وفى منتهى البرود قالت لى: (ممنوع إنتى بمفردك) فكنت فى حالة ذهول، خاصة أنى ضيف دائم على هذا الفندق، فأصررت على مقابلة المدير العام الذى اعتذر لى وتم الحجز، لكن بعد حرقة الدم ونظرات مريبة من الموظفة التى ظلت تطاردنى طوال الإقامة».

هذه ليست القصة الوحيدة التى وصلتنى بعد نشر مقالتى فى الأسبوع الماضى حول مشهد رفض إقامة فاتن فى الفنادق مع ابنتيها من مسلسل «فاتن أمل حربى»، فقد وصلتنى قصص كثيرة، منها أيضا القصة التى رواها لى رجل فاضل فى السابعة والسبعين من عمره، ذهب للإقامة فى أحد الفنادق الفاخرة فى الجونة بصحبة حفيدته، فرفض الفندق، مما اضطر الرجل إلى أن يرسل إلى ابنته لترسل له شهادة ميلادها وشهادة ميلاد الحفيدة ليثبت العلاقة.

هل تبدو هذه القصص طبيعية فى مجتمع منفتح وطبيعى أم أنها تثبت أننا نعيش فى مجتمع يمتلئ بالمطوعين الذين يُنصّبون من أنفسهم رقباء على المجتمع ويطاردون كل من يرون هناك إمكانية أن يكونوا قد اخترقوا الدين أو التقاليد أو ما يرونه هم اختراقا للدين والتقاليد؟!.. هؤلاء الذين يلعبون دور المطوع فى مجتمعنا كثيرون، والأسوأ ان يكونوا يعملون فى منشآت سياحية، فيفرضون تقاليدهم وقناعاتهم على الناس.

المشكلة هنا أن هؤلاء يفترضون الشك أولًا فى أى إنسان، خاصة لو كان امرأة، فالمرأة محل شك فى سلوكها إلى أن تثبت العكس، ولهذا نجد مثل هذه الممارسات تحدث. وفى القصة التى أرسلتها لى هذه السيدة الفاضلة ندرك أن هذا المنع من النزول فى الفنادق، والذى قيل إنه يطبق على من هى أقل من الأربعين، غير حقيقى، فهذه سيدة فى السبعين، ولو كانت تبدو أصغر سنا، فإنها ستبدو على الأقل فى الخمسين.. فلماذا حدث هذا معها سوى أن المرأة تثير الشكوك حتى لامرأة مثلها متى كانت هذه المرأة تتبنى أفكارا متشددة وتُنصب من نفسها مطوعا لفرض الدين والتقاليد التى تريد أن تفرضها على المجتمع؟!.

مرة أخرى.. هل اختلف وضع المرأة فى المجتمع المصرى؟ هل وجود وزيرات وقاضيات يعنى أن المجتمع قد أصبح أكثر مرونة مع المرأة؟.

كتب أحدهم على «الفيسبوك» يقول: توقفوا عن المناداة بحقوق المرأة، فقد خربت البيوت جراء ذلك، تحدثوا عن المودة والرحمة.. هذا مجتمع لا يؤمن بحقوق المرأة بل يؤمن بأن يتحلى الرجل بالمودة والرحمة، وأن هذا هو الفيصل، ويرى أن المناداة بحقوق المرأة قد تتسبب فى خراب البيوت، حيث إن هذه الحقوق غير متفق عليها أو مقبولة من كثيرين فى هذا المجتمع.

هذا مجتمع مازال يسرى فيه رسائل كثيرة تشكك فى المرأة، وضد المرأة.. ومن يصدرون هذه الرسائل لهم مكانتهم الدينية المقدرة من قطاع كبير من الناس، ولهذا تتعرض المرأة لفقد حقوقها والتشكيك فيها، فهؤلاء يسيطرون على عقول الكثير من الناس فى المجتمع. ومن هنا تبقى المرأة تعانى الكثير، رغم ما يبدو من تغيير فى وضعها فى أعلى الهرم الاجتماعى.

تغيير القوانين مطلوب، خاصة المتعلقة بالأحوال الشخصية، لكن تغيير الخطاب الذى يصدر للناس من الشيوخ والدعاة والمتشددين أكثر أهمية، لأنه يؤثر تأثيرًا خطيرًا على وضع المرأة فى المجتمع وما تتعرض له كل يوم من ضياع لحقوقها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشك أولًا الشك أولًا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon