توقيت القاهرة المحلي 13:49:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السيرة أطول من العمر

  مصر اليوم -

السيرة أطول من العمر

بقلم - كريمة كمال

حقًّا، السيرة أطول من العمر.. صدقت هذه المقولة وتتأكد عندما نجد رد الفعل على رحيل الوطنى المخلص جورج إسحق فى الكلمات التى كتبت عنه فى مواقع التواصل الاجتماعى من الجميع، مسلمين ومسيحيين، سياسيين ومواطنين عاديين، مثقفين وفنانين.. رحل جورج إسحق بالجسد وبقى حيا فى ذاكرة الوطن.

يعى المصريون قيمة الوطنى المخلص الذى وهب حياته لوطنه، والذى لم يشغله فى حياته سوى وطنه ووطنه فقط.. عرفته من دوره فى حركة «كفاية»، فى وقتٍ كانت فيه المعارضة تمثل تحديًا كبيرًا، كما عرفته من خلال حركة «مصريين ضد التمييز الدينى»، ثم تابعت انضمامه لـ«الجمعية الوطنية للتغيير».

فى كل نشاط سياسى كان جورج إسحق حاضرًا، وظلت صورته وهو يحمى المسلمين فى صلاتهم فى ميدان التحرير فى ثورة يناير هى أحب صوره إلى نفسى وإلى نفس العديد من المصريين الذين يؤمنون بوحدة نسيج هذا الوطن.

بالنسبة لى يمثل جورج إسحق ليس نموذج الوطنى المخلص فقط، بل يمثل لى بالذات نموذج القبطى المسيحى الذى لم ينعزل عن نسيج مجتمعه.. لم يختبئ جورج إسحق داخل جدران الكنيسة كما كان يفعل البعض من الأقباط فى ذلك الوقت، بل احتفظ بمسيحيته داخل قلبه وعقله واندمج داخل المجتمع المصرى كأى مصرى.. بل إنه وهو الأرثوذكسى كان أمينا عاما لأمانة المدارس الكاثوليكية فى مصر التى كانت تقيم الكثير من الأنشطة، من حفلات.

ودورات تدريبية فى عمق الصعيد فى الأقصر وأسيوط كان يشارك فيها الجميع، وكان من الطبيعى أن تجد المشاركين من المسلمين والمسيحيين، ومن السيدات: محجبات وغير محجبات، كانت أنشطة لكل المصريين.

لم يكن فقط أمينا عاما لأمانة المدارس الكاثوليكية بل كان أيضا أمينا عاما لحركة كفاية، وكان هذا لافتا للكثيرين، وهو المسيحى الديانة الذى لم تحده الانتماءات الجزئية عن الانتماءات الوطنية، بل كان انتماؤه لمصر واضحا وضوح الشمس، وهو مثالٌ مهمٌ جدا أن نتوقف أمامه طويلًا لنؤكده.

عاش جورج إسحق كمصرى قبل كل شىء آخر، وهو ما يجب أن نتوقف عنده ونؤكده لكى يكون مثالا لكل مصرى.. يجب ألا نغفل أن كثيرا من المسيحيين المصريين لا يشاركون فى أنشطة المجتمع المصرى الأخرى سواء كانت أنشطة المجتمع المدنى من أحزاب سياسية وجمعيات أهلية ومنظمات أهلية، أو كيانات سياسية.

ولا نستطيع أن نغفل أن ثورة يناير قد أحدثت اختلافا ولو يسيرا فى ذلك من مشاركة الكثيرين فى الأنشطة السياسية، وبالذات فى تكوين الأحزاب السياسية، وأن هذا الخروج كان محمودا من أى مراقب للمجتمع المصرى وحركته الاجتماعية والسياسية.

من هنا يجب أن نراقب نموذج جورج إسحق المسيحى المصرى، أو بالأصح المصرى المسيحى الذى عاش مصريا وشارك فى حركة مجتمعه بكل الأشكال والطرق، ولم يمنعه شىء عن هذا.. نموذج يجب أن يحذو حذوه كل مصرى وكل مسيحى، فأخطر شىء على مجتمعنا المصرى أن يعيش المسيحى داخل أسوار كنيسته وينعزل عن مجتمعه المصرى ولا يكون جزءًا من حركته الاجتماعية والسياسية.

هذا الهدف يجب أن يسعى له الجميع، الدولة والمواطنون، فيجب ألا تكون الهوية الدينية حائلا دون تفاعل الهوية الوطنية.. إن اندماج الجميع فى الوطن وحركته هو الهدف الأسمى، وإعلاء الهوية الأعم على الهوية الجزئية هو المطلوب، ومن هنا يجب أن ننظر إلى نموذج جورج إسحق الوطنى المصرى الحق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السيرة أطول من العمر السيرة أطول من العمر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon