توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عالم موازٍ

  مصر اليوم -

عالم موازٍ

بقلم - كريمة كمال

أصبح عالم النت عالمًا موازيًا، تجد فيه كل شىء من أخبار النجوم، إلى النميمة، إلى وصفات الأكل.. وحتى بيع أى شىء وكل شىء.. لم يعد هناك ما يمكن حجبه أو إخفاؤه.. كل شىء يمكن أن تصل إليه بضغطة على البورد.

ما لفت نظرى أخيرًا بشكل خاص ليس تعليقات الناس التى تعكس لك حال الناس وآراءهم فيما يجرى، بل لفت نظرى حقا ما يمكن أن أسميه «أدب النت»، فقد بات هناك أدب على النت، فإذا ما فتحت الفيس بوك فسوف تجد صفحات تخصصت فى نشر القصص والحكايات التى تطلب منك أن تتابعها بعد أن تقف بك فى لحظة مصيرية فى الحكاية.. من المؤكد أن مستوى هذه الحكايات الأدبى ضعيف جدا، فهى تعمد إلى الإثارة وشد القارئ.. لكن اللافت أنها انتشرت بشكل كبير على الفيس بوك، ولا أدرى هل يتصور أصحابها أنهم يتمتعون بموهبة أدبية أم أنهم يدركون أن الأمر ليس أكثر من جذب القارئ لصفحتهم لمتابعتها والدخول عليها مرة تلو الأخرى لتتبع الحكاية.. بالطبع لا يمكن أن نسمى هذا أدبًا بأى معيار من المعايير.. لكن المشكلة الحقيقية أنه انتشر بشكل كبير، وأعتقد أنه أصبح وسيلة للتسلية السريعة، لكن المضمون الذى تحتويه هذه القصص أو الحكايات مضمون متردٍّ.. هذا غير أن مستوى الأسلوب والحبكة أسلوب رخيص جدًا، لا يهدف سوى لجذب القارئ.

أكثر ما يقلقنى فى انتشار هذا الأدب- وإن لم يكن أدبا بالمعنى المفهوم- هو قدرته على الوصول إلى الناس بكل سهولة وبساطة، بينما الأدب الحقيقى حبيس الأوراق والمكتبات ولا ينتشر بالقدر الكافى أو بالقدر المطلوب.. نحن لدينا أجيالٌ من المبدعين فى مجال الأدب، سواء القدماء أو الشباب الذين يطلون علينا فى كل عام بأعمالهم، ولقد أتيحت لى الفرصة أكثر من مرة لأشارك فى لجنة تحكيم الأعمال الأدبية، سواء للكبار أو الشباب فى مسابقة ساويرس الثقافية، وكنت أتعجب من كثرة الأعمال المقدمة.. والأهم من ذلك أنها تتضمن كثيرا من الأعمال المتميزة.. من هنا، فإننى أرى أنه يجب أن يكون هناك اهتمام حقيقى بهذا الأدب.. وأفضل اهتمام يمكن توفيره هو أن تصل هذه الأعمال إلى الناس، لا أن تظل حبيسة الأوراق والكتب والمكتبات.

أخطر ما يمكن أن يحدث أن تتربى أجيالٌ على أدب الإنترنت. والمشكلة هنا أن الأجيال المتعلمة بشكل جيد لن تقع فريسة لمثل هذا النوع من الأدب.. لكن الغالبية العظمى ممن لم تحظ بتعليم جيد يمكن أن يصبح هذا الأدب هو تسليتها، وبالتالى خلفيتها الاجتماعية والثقافية بما تحويه من آراء فى الحياة وفى الآخر وفى المجتمع.

هناك دور مهم يجب أن نلتفت إليه من انتشار العالم الموازى على حساب الثقافة والإبداع والفن.. فقد أصبح العالم المؤثر بحق هو عالم المواقع الاجتماعية التى تحولت إلى أداة مؤثرة فى كل شخص يمتلكها بين يديه ويتحرك بين هذه المواقع ليشكل ثقافته ومواقفه الاجتماعية، بينما الإبداع الحقيقى غائب تمامًا عن أن يكون مؤثرا وله وجود.

الأدب والفن هو انعكاس لروح المجتمع، ويجب أن يُترك حرًّا ليعبر عن هذا المجتمع، ثم يجب أن تتوافر له كل السبل لكى يصل إلى الناس، بحيث يشكل هويتهم وثقافتهم ووعيهم الحقيقى.. فهل نسعى نحن كدولة لذلك، أم أن هذا الاهتمام الثقافى لا يلقى الاهتمام الحقيقى الذى يجب أن يتوافر إذا ما كنا معنيين بتكوين أجيال تتفاعل مع واقعها بشكل صحيح؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالم موازٍ عالم موازٍ



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon