توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مزيد من القيود

  مصر اليوم -

مزيد من القيود

بقلم - كريمة كمال

تحدثنا فى الأسبوع الماضى عن البساط الذى يسحب من تحت الفن المصرى لصالح الآخرين، والسبب فى ذلك هو الطريقة التى يدار بها الفن المصرى من احتكار إلى تقييد لكل ما يقدم من أعمال عن طريق اختزال الإنتاج الدرامى فى شركة واحدة فقط، إلى جانب تدخل المؤسسات فى العمل الفنى، سواء كانت جهات رقابية.

وهى متعددة، أو حتى نقابات مما يخنق الفن المصرى ويمنعه من التقدم والانتشار فى الوقت الذى تزيل فيه الدول الأخرى المجاورة كل القيود عن الفن، وتفتح له المجال ليتقدم وينتشر، هم يرفعون القيود ونحن نزيد من فرض القيود.. هم يستخدمون نجومنا، ونحن نمنع الفرص عن نجومنا ونجعلهم يجلسون بالسنوات فى بيوتهم بلا عمل، ونتفنن فى وضع القيود والضوابط على الفن من كل الاتجاهات وبكل المؤسسات، وها هى نقابة الإعلاميين تعلن أخيرًا عن الضوابط المشددة «كما وصفها المجلس» لمسلسلات رمضان.. ضوابط مطاطة يمكن أن تقيد أى عمل فنى.

مثلا تتضمن الضوابط الالتزام بالكود الأخلاقى والمعايير المهنية والآداب العامة واحترام عقل المشاهد والحرص على قيم وأخلاقيات المجتمع والتزام الشاشات بالمعايير المهنية والأخلاقية فيما يعرض عليها، وهى كلها ضوابط مطاطة يمكن أن تفهم بأكثر من طريقة يمكن أن تقيد أى عمل فنى بناء على وجهة نظر خاصة بالقائمين على المجلس.. أيضا تتضمن هذه الضوابط عدم اللجوء إلى الألفاظ البذيئة وفاحش القول والحوارات المتدنية والسوقية، والمشكلة هنا أن كل ذلك موجود بالفعل فى المجتمع، وقد يحتاج العمل الفنى لمثل هذه اللغة للتعبير عن واقع محدد.

أيضًا تتضمن الضوابط البعد عن إقحام الأعمال الدرامية بالشتائم والسباب والمشاهد الفجة، وهنا من يقرر أن هذه مشاهد فجة من عدمها؟، وبناء على أى معيار؟، وأيضا النص على عدم استخدام تعبيرات وألفاظ تحمل للمشاهد والمتلقى إيحاءات مسيئة تهبط بلغة الحوار والتأكيد على الصورة الإيجابية للمرأة والبعد عن الأعمال التى تشوه صورتها عمدًا، فماذا إذا كان العمل يتعرض لشخصية امرأة شريرة أو منحرفة؟، أيضًا تجنب مشاهد التدخين وتعاطى المخدرات، فماذا إذا ما كان مسلسل يتعرض لمشكلة الإدمان؟، هل يمكن ألا يتضمن مشاهد للتعاطى؟.

أيضا تنص هذه الضوابط على إفساح المجال لمعالجة الموضوعات المرتبطة بالدور المجيد الذى يقوم به أفراد المؤسسة العسكرية ورجال الشرطة فى الدفاع عن الوطن، ورغم إدراكنا لهذا الدور إلا أن الدراما ليس دورها الدعاية، بل دورها أن تقدم فنًا خالصًا قائمًا على وجهة نظر صانعيه للواقع، مع قدر كبير من الخيال، وهو ما يتعارض مع النص فى هذه الضوابط على أن يتم الرجوع إلى أهل الخبرة والاختصاص فى كل مجال فى حالة تضمين المسلسل أفكارًا ونصوصًا دينية أو علمية أو تاريخية، وهو ما يعنى تقييد خيال صانعى المسلسل إلى حد بعيد.

المشكلة هنا أن المجلس الأعلى للإعلام ينضم إلى العديد من المؤسسات التى تمارس الرقابة على الأعمال الفنية، وبعد أن كانت شكاوى المبدعين محصورة فى الرقابة على المصنفات الفنية انضمت المجالس الإعلامية والنقابات إلى القائمة التى تفرض رقابتها على الأعمال الفنية، وهو ما يزيد من القيود المفروضة على هذه الأعمال الفنية، فعلى أى رقابة يجب أن يخضع المبدع؟، هل يخضع لكل هؤلاء فيخرج العمل فى النهاية مهلهلًا؟، مرة أخرى تتجه الدول المحيطة بنا، والتى تسعى لتصبح مركزًا فنيًا إلى رفع الضوابط والرقابة على الأعمال الفنية، بينما نحن فى كل يوم نخترع جهة جديدة تنصب نفسها رقيبًا على الفن، فهل نسعى حقًا للحفاظ على موقعنا كسوق ومنتج للفن؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مزيد من القيود مزيد من القيود



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon