توقيت القاهرة المحلي 13:49:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا تتركوا التاريخ للموظفين

  مصر اليوم -

لا تتركوا التاريخ للموظفين

بقلم - كريمة كمال

شاهدت برنامجًا تليفزيونيًا يناقش قضية إزالة مقابر السيدة نفيسة والإمام الشافعى والبساتين والسيدة عائشة، وهى أقدم مقابر إسلامية فى المنطقة.. ومن تابع منا ما يحدث من إزالة، وشاهد روعة وجمال المقابر وتفرُّدها المعمارى، هذا غير أنها تضم رفات شخصيات خالدة فى تاريخ مصر بل المنطقة، لأدرك فداحة الخسارة التى ستحلّ بنا إذا ما أزيلت هذه المقابر الأثرية.

المشكلة أن هذا البرنامج التليفزيونى جاء بمتحدثين ليقرروا هل هذه المنطقة تعتبر فى عُرف الدولة آثارًا أو أنها ليست آثارًا، ومن هنا يمكن إزالتها.. قال المسؤول إن المنطقة يمكن أن تعد آثارا، لكنها لم تسجل كأثر.. وهنا فهى ليست آثارا.. وهذه مشكلة وخطأ لمن يقم بتسجيلها.. أى أن الأمر فى النهاية ليس تاريخا موجودا ويتحدث عن نفسه، بل المشكلة مشكلة أوراق.. والآثار هى فعلا آثار، لكن طالما لم يتم تسجيلها فيحق إزالتها بالبلدوزر، ولا يتساءل أحد إذا ما كان المسؤول قد أخطأ فما ذنب الأثر التاريخى النادر، بل ما ذنبنا نحن أن نفقد قطعة من تاريخنا تساوى الكثير ونريد لها أن تبقى ذكرى للأجيال القادمة؟!.

هكذا يفكر البعض فى بلدنا؛ لمجرد أن الأثر الذى يتحدث عن نفسه والذى يوجد منذ مئات بل آلاف السنين لم يسجله أحد كأثر يصبح ليس أثرا، ويحق للبلدوزر أن يمحوه عن الأرض.. المشكلة مشكلة أوراق وليست مشكلة تاريخ يجب الحفاظ عليه، بل تطويره والاستفادة منه كمنطقة سياحية للسياحة الدينية.. لقد أُهملت هذه المنطقة سنوات طويلة وتُركت لتصبح مساكن عشوائية وأماكن لتعاطى المخدرات، وأصبح الإهمال والتقصير المسوغ للإزالة، وليس أن يوضع حد لهذا الإهمال والتقصير الذى استمر طويلا.

خرج فى نفس البرنامج فى اتصال من الخارج أحد المتخصصين المعماريين، وطرح حلولا إنشائية دون إزالة ودون المساس بالمنطقة الأثرية.. هناك دائما حلول بديلة إذا ما استمعنا إلى المتخصصين الذين يعنيهم فى المقام الأول الحفاظ على التراث والإبقاء على أماكننا التاريخية.. الأولوية يجب أن تكون للتاريخ.. تاريخنا وتاريخ أجدادنا ميراث أولادنا، ما يدل على ما كنا عليه.. أما أى عملية تطوير، فهى يمكن أن تتم دون التضحية بهذا التاريخ وهذا الأثر الذى لا يعوض.. من هنا فأنا أقول يجب ألا يترك التاريخ للذين يتصرفون طبقا للأوراق.. الأوراق تقول إنه أثر.. إذن فهو أثر.. الأوراق لا تثبت أنه أثر إذن هو ليس بأثر ويمكن للبلدوزر أن يتقدم.. عقلية الموظفين هى من منعتنا حتى الآن من الاستفادة الحقيقية من آثارنا ومناطقنا التاريخية..عقلية الموظفين التى تحكمها الأوراق ولا تحكمها القيمة الحقيقية هى من أوصلتنا إلى عدم الاستفادة من كل معالم تراثنا، فالموظف لا يعنيه سوى تستيف أوراقه ولا يعنيه سوى إلقاء المسؤولية على الآخر وإبعادها عن كاهله وكفى، هو يعنيه فقط «تم تسجيلها» أم «لا».. فهل نتوقف جميعا مع هذا الموظف ونترك البلدوزر يعمل، أم نتحرك لحماية تراثنا وتاريخنا لأنه حق لنا ولأبنائنا؟!.. لا تتركوا التاريخ للموظفين واستمعوا لصوت المختصين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تتركوا التاريخ للموظفين لا تتركوا التاريخ للموظفين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon