توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فداحة الثمن الذى دفع

  مصر اليوم -

فداحة الثمن الذى دفع

بقلم - كريمة كمال

لا أستطيع أن أتذكر كم مرة كتبت فى الماضى فى هذه المساحة عن مشاكل بناء الكنائس.. وكم كتبت قبلها فى مساحات أخرى عبر سنوات طويلة عن نفس المشكلة!.

ثلاثون عامًا من حكم مبارك وبناء الكنائس مشكلة المشاكل التى لا تُحل. ونتيجة للمشكلة أصبح الاعتداء على مبانٍ يقيمها الأقباط قصة مكررة، ويكون السبب هو الخوف من أن يقوموا ببناء كنيسة، على أساس أن هذا مرفوض أصلا طالما أن الدولة لم تصرح به.. وكانت الدولة تتدخل فى مثل هذه الحالات لتعاقب من يقوم بالبناء على أساس أنه لا يملك ترخيصًا.. ولما كنا نقول لماذا لا تمنحوا الترخيص؟، كانوا يقولون إن هذا يستدعى إجراءات معينة.. وفى الواقع كانت هذه الإجراءات تمنع بناء أى كنيسة، بل كانت تمنع ترميم أى كنيسة.

استقر لدى الدولة المنع، واستقر لدى الناس أن هذا ممنوع، فأصبح وجود الكنائس مشكلة فعلا.. كان الأقباط يبحثون عن مكان للصلاة، فيلجأون أحيانا لإقامتها داخل عمارات ضيقة ومناطق عشوائية ومبانٍ خدمية.. وهكذا انتشر ما يمكن أن نطلق عليه «كنائس البيوت»، وهى كنائس تأخذ شكل المنازل دون منارة أو صليب فوقها، وقد بنيت بالتحايل على القانون، وتتم الصلاة بها سنوات طويلة بموافقات شفهية من أجهزة الدولة ومتوافق عليها من الجيران المسلمين، لكن لا تحوز تصاريح رسمية.

الكنيسة التى احترقت أخيرًا مساحتها لا تتعدى مائة وعشرين مترا، أى أنها لا تتعدى مساحة شقة صغيرة، وبالتالى حتى شروط السلامة والأمان بها سوف تكون صعبة، وهو ما حدث فى كنيسة أبوسيفين، وكانت الكارثة ودون أى سلامة وأمان.

مشكلة بناء الكنائس قديمة ومستمرة منذ عقود، وبعد ثورة 30 يونيو قام الإخوان بحرق الكنائس التى وصلت إلى أكثر من سبعين كنيسة، وبالتالى زادت مشكلة الأقباط فى وجود أماكن للعبادة وتقلصت المساحة المخصصة لهم للصلاة.. ثم أقر مجلس النواب القانون رقم 80 لسنة 2016 الخاص ببناء الكنائس بناء على الاستحقاق الدستورى المنصوص عليه فى المادة 235، والذى ألزم مجلس النواب بإصدار قانون منظم لعملية بناء الكنائس.. وبعد صدور هذا القانون الذى حدَّ من الموانع التى تسمح ببناء الكنائس ولكن استمرت الموانع لدى البعض فى الإجراءات، ومع ذلك، تقنن وضع الكثير من الكنائس وننتظر المزيد.

والآن وبعد أن دفع كل هؤلاء الضحايا حياتهم ثمنا لوضع مزرٍ موجود منذ سنوات، مطلوب إعادة النظر فى كل هذه الكنائس التى أقيمت دون ترخيص، وبالتالى دون أى توافر لشروط الأمان، وغالبا حالة هذه الكنائس متهالكة، وبعضها بُنى بالطوب اللبن.. وعندما يتم التقدم بطلبات للهدم وإعادة البناء أو الترميم، تواجه صعوبة بالغة.. بصرف النظر عن الوضع القانونى الذى أنتجته الأوضاع فى السنوات السابقة، علينا أن نعترف بأن هناك مئات الكنائس فى حالة متهالكة، بما يهدد حياة المصلين، أو كنائس لا تتوافر بها شروط الأمان أو موجودة فى أحياء شعبية ضيقة لا تسمح بدخول سيارات الإنقاذ، وهو الوضع الذى كانت عليه الكنيسة المحترقة.. فماذا نحن فاعلون بصددها قبل أن تتكرر الكارثة؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فداحة الثمن الذى دفع فداحة الثمن الذى دفع



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon