توقيت القاهرة المحلي 02:14:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من أجل القضية

  مصر اليوم -

من أجل القضية

بقلم - كريمة كمال

لفت نظرى- كما أعتقد أنه لفت نظر الكثيرين غيرى- الدراسات الغربية التى كشفت عن أن نسبة كبيرة من المتعاطفين مع فلسطين هم من الشباب صغير السن فى الولايات المتحدة الأمريكية.. وهنا يجب أن نقول إن الغرب فى الأيام الأولى بعد السابع من أكتوبر كان متعاطفًا بشدة مع إسرائيل، لكن مع توالى الأيام وتوالى دك غزة يوميا وسقوط الشهداء بالآلاف تغير الموقف تمامًا، وبعد أن كانت المظاهرات الصغيرة القليلة التى تخرج فى الغرب تقابل بالمنع الشديد من الحكومات الغربية أصبحت المظاهرات الضخمة العديدة تخرج فى كل مدن العالم تدين المذبحة التى تحدث فى غزة، وأصبح العالم مع غزة ومع القضية الفلسطينية.

المذهل أن الكثير من هؤلاء الشباب يرى أنه لا يمكن أن ينتهى الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى إلا بانتهاء دولة إسرائيل وإقامة الدولة الفلسطينية.. يجب أن نحاول أن نفهم كيف يفكر هؤلاء الشباب، وكيف يدركون الحق الفلسطينى رغم كل جهود الدعاية الصهيونية.. من المؤكد أن هؤلاء الشباب وغيرهم من كبار السن الذين يناصرون القضية الفلسطينية يستندون فى موقفهم هذا إلى ما شبّوا عليه من قيم ومبادئ حقوق الإنسان.. لهذا نجد بعضهم، بل الكثيرون منهم، يخرجون فى المظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غزة، والبعض الآخر منهم يطوّقون مبنى جريدة «نيويورك تايمز»، تنديدا بسياستها التحريرية المنحازة لإسرائيل، بل إننا لا نجد التظاهرات فقط، بل نجد غيرها من أشكال الاحتجاج، فنجد مثلا محتجين داعمين لقضية غزة يقتحمون متجرًا لـ «زارا» فى ويلز تنديدا بحملتها الدعائية المناهضة لفلسطين.. بل هناك متظاهرون يلطخون واجهات محال داعمة للاحتلال الإسرائيلى فى باريس.. كل ذلك ليس مصادفة، بل هو تحول كبير فى مسار القضية الفلسطينية، خاصة عندما نجد أن كثيرا من الوجوه التى تشارك فى كل هذه الفعاليات هى وجوه غربية وليست وجوها عربية مقيمة فى الغرب.

هذا التحول فى الموقف الغربى يجب أن نستغله بشكل أكبر، ليس فقط من أجل أن يقف الاعتداء اليومى على غزة، ولكن أيضا من أجل أن يكون هناك حل قريب للقضية الفلسطينية... كل هؤلاء الشهداء الذين سقطوا فى غزة يجب ألا يهدر دمهم بكل الخطط التى تعدها إسرائيل الآن لغزة بعد انتهاء الحرب.. يجب علينا أن نطرح سيناريو من جانبنا أمام السيناريو الإسرائيلى لكى نطالب به بعد انتهاء الحرب.. يجب ألا نستسلم لكل ما تعده إسرائيل مع الحكومات الغربية من أجل مستقبل غزة.. كل هذه التظاهرات وكل تلك الاحتجاجات هى مدد لنا، لنرفع صوتنا فى الغرب من أجل وقف الاعتداء المستمر على غزة، ومن أجل مستقبل يدعم القضية الفلسطينية بعد انتهاء الحرب.

حكومة نتنياهو وكل الحكومات الداعمة لإسرائيل تعِد الآن الخطط من أجل دعم إسرائيل بعد انتهاء الحرب بمزيد من الاحتلال ومزيد من الاستيلاء على الحق الفلسطينى فى غزة.. فهل نصمت نحن أم نستعد من الآن لما يخطط له بليل؟.. نحن أمام موقف حرج ويزداد حرجًا كل يوم وكل لحظة، ليس فقط باستمرار العدوان وازدياد عدد الشهداء، بل أيضا ما يتم التخطيط له فى المستقبل.. فهل نحن على استعداد؟، وهل نحن نستغل تغير الموقف الغربى لصالحنا أم نحن نستسلم لكل هذا الذى يجرى التخطيط له؟.. الغرب يتحول فى كل يوم ليقف معنا ويقف ضد الاحتلال الإسرائيلى وحكومة نتنياهو.. كل هذا يجب ألا يهدر أو لا يتم استغلاله منا من أجل فلسطين والقضية الفلسطينية.. كل من يملك منا صوتًا يمكن أن يصل إلى الغرب، يجب عليه أن يعمل من أجل هذا.. يجب ألا نتوقف عند الإدانة لما يجرى فقط، بل العمل أيضا من أجل القضية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من أجل القضية من أجل القضية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon