توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصمت

  مصر اليوم -

الصمت

بقلم: كريمة كمال

الصمت يقتلنا جميعًا.. عندما يكون الصمت هو رد الفعل الآن أمام المذابح فى غزة، وكأن ما استمر شهورًا قد أصبح واقعًا نعيشه ولا نصرخ فى مواجهته!. مضت شهور طويلة قاربت الآن على عام كامل وما يحدث فى غزة مستمر يوميًّا، وباتت المذابح هى العادة والضحايا مجرد أرقام والعالم صامت تمامًا!. ربما ما زالت المظاهرات هنا أو هناك، لكن حتى هذه المظاهرات الضخمة التى تندد بعنف صارت هى الأخرى عادة. هل يمكن أن تصبح المجازر عادة؟ هل سقوط الأطفال والنساء والشباب موتى وجرحى بات هو العادة فى غزة؟.. أين العالم العربى بل أين العالم؟ أين الإنسانية؟ وهل نستمر هكذا طويلًا؟!.

يقتلنى أن أشعر أن إسرائيل تحقق مرادها بهذه الوسيلة.. هى لا تسعى إلا إلى التطهير العرقى، وما يحدث حتى الآن واستمراره هكذا ما هو إلا تطهير عرقى صريح وواضح.. أكثر ما يرعبنى أن تكون المؤامرات تحاك فى الظلام على حساب الشعب الفلسطينى وأرضه دون أن نقدر نحن على فعل أى شىء فى مواجهة هذا.. وكأنما بتنا متفرجين لا نملك القدرة على الفعل فيقينى أن الفعل يجرى فى أعلى بين قادة العالم الكبار يخططون ويدبرون وإسرائيل تكسب كل ما تريده.. أعلن العالم من كل مكان رفضه ما ترتكبه إسرائيل وإسرائيل ماضية فيما تفعل!.. أصدرت المحكمة الجنائية الدولية قراراتها التى تدين إسرائيل وإسرائيل ماضية فيما تفعل ولا شىء يتغير فى الصورة فى غزة.. المذابح كما هى والتجويع وضرب المستشفيات كما هو، والاسوأ هو استهداف الصحفيين للتعتيم على ما يجرى ومنع وصول الصورة البشعة للعالم.

الفلسطينيون يموتون جوعًا قبل أن يموتوا بنيران الاحتلال.. الصورة بشعة وصمت العالم وقادته أبشع، بل يُسمح لنتنياهو بأن يتحدث فى الكونجرس عارضًا الزيف الذى يروج له يقضى على صورة أمريكا التى تنتصر للإنسانية وحقوق الإنسان. ليست فلسطين وحدها التى تسقط إذ يسقط معها كل من أيد إسرائيل أو صمت عما تفعله.. لا أتصور أننا سوف نكمل عامًا فى أكتوبر الذى اقترب ولم تتغير الصورة ولم نقترب خطوة من أن يحصل الفلسطينيون على حقهم فى وطن حر.

من المؤكد أن هناك وسيلة تجمع كل من يرى أن دماء كل هؤلاء الشهداء لا يمكن أن تذهب سدى وأننا يمكننا الضغط من أجل أن نصل إلى حل، وألا تكون كل هذه الجثث التى لُفّت بالأبيض قد دفعت الثمن هباء.. نحتاج لتحرك جماعى على مستوى العالم، وأعتقد أن منظمات حقوق الإنسان لو اجتمعت يمكنها أن تنظم حركة على مستوى العالم أجمع من أجل تحقيق حل الدولتين الحل الذى لوحت به أمريكا فى خضم المذبحة ثم نسيته وهى تفرد المساحة لنتنياهو أمام الكونجرس وترسل الأسلحة بل الجنود إلى إسرائيل. أمريكا وإنجلترا وفرنسا والعالم الغربى تدعم إسرائيل على حساب فلسطين؛ فمن يدعم فلسطين؟!.

هل يقبل العالم أن يصمت أمام المذابح اليومية وأمام التجويع المقصود وأمام التشرد لكل هذه الجموع فى أرضها ترتحل شمالًا وجنوبًا؟ ليس يومًا ولا أسبوعًا ولا شهورًا بل ما يقرب من عام كامل والمذبحة دائرة والضحايا يسقطون والأطفال يموتون جوعًا والصمت هو الرد الوحيد!.. الصمت قاتل لأن ما يحدث مفزع بكل المقاييس.. الصمت هو الرد حتى للشعوب العربية التى لا تدرى هل تبكى على ما يحدث فى غزة أم تبكى على ما يحدث فى السودان أم ما يستمر فى اليمن وليبيا من صراعات أم على تهديد لبنان؟!.. منطقة ممزقة بالكامل ورسم الخرائط ليس بأيدينا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصمت الصمت



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon