توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصمت

  مصر اليوم -

الصمت

بقلم: كريمة كمال

الصمت يقتلنا جميعًا.. عندما يكون الصمت هو رد الفعل الآن أمام المذابح فى غزة، وكأن ما استمر شهورًا قد أصبح واقعًا نعيشه ولا نصرخ فى مواجهته!. مضت شهور طويلة قاربت الآن على عام كامل وما يحدث فى غزة مستمر يوميًّا، وباتت المذابح هى العادة والضحايا مجرد أرقام والعالم صامت تمامًا!. ربما ما زالت المظاهرات هنا أو هناك، لكن حتى هذه المظاهرات الضخمة التى تندد بعنف صارت هى الأخرى عادة. هل يمكن أن تصبح المجازر عادة؟ هل سقوط الأطفال والنساء والشباب موتى وجرحى بات هو العادة فى غزة؟.. أين العالم العربى بل أين العالم؟ أين الإنسانية؟ وهل نستمر هكذا طويلًا؟!.

يقتلنى أن أشعر أن إسرائيل تحقق مرادها بهذه الوسيلة.. هى لا تسعى إلا إلى التطهير العرقى، وما يحدث حتى الآن واستمراره هكذا ما هو إلا تطهير عرقى صريح وواضح.. أكثر ما يرعبنى أن تكون المؤامرات تحاك فى الظلام على حساب الشعب الفلسطينى وأرضه دون أن نقدر نحن على فعل أى شىء فى مواجهة هذا.. وكأنما بتنا متفرجين لا نملك القدرة على الفعل فيقينى أن الفعل يجرى فى أعلى بين قادة العالم الكبار يخططون ويدبرون وإسرائيل تكسب كل ما تريده.. أعلن العالم من كل مكان رفضه ما ترتكبه إسرائيل وإسرائيل ماضية فيما تفعل!.. أصدرت المحكمة الجنائية الدولية قراراتها التى تدين إسرائيل وإسرائيل ماضية فيما تفعل ولا شىء يتغير فى الصورة فى غزة.. المذابح كما هى والتجويع وضرب المستشفيات كما هو، والاسوأ هو استهداف الصحفيين للتعتيم على ما يجرى ومنع وصول الصورة البشعة للعالم.

الفلسطينيون يموتون جوعًا قبل أن يموتوا بنيران الاحتلال.. الصورة بشعة وصمت العالم وقادته أبشع، بل يُسمح لنتنياهو بأن يتحدث فى الكونجرس عارضًا الزيف الذى يروج له يقضى على صورة أمريكا التى تنتصر للإنسانية وحقوق الإنسان. ليست فلسطين وحدها التى تسقط إذ يسقط معها كل من أيد إسرائيل أو صمت عما تفعله.. لا أتصور أننا سوف نكمل عامًا فى أكتوبر الذى اقترب ولم تتغير الصورة ولم نقترب خطوة من أن يحصل الفلسطينيون على حقهم فى وطن حر.

من المؤكد أن هناك وسيلة تجمع كل من يرى أن دماء كل هؤلاء الشهداء لا يمكن أن تذهب سدى وأننا يمكننا الضغط من أجل أن نصل إلى حل، وألا تكون كل هذه الجثث التى لُفّت بالأبيض قد دفعت الثمن هباء.. نحتاج لتحرك جماعى على مستوى العالم، وأعتقد أن منظمات حقوق الإنسان لو اجتمعت يمكنها أن تنظم حركة على مستوى العالم أجمع من أجل تحقيق حل الدولتين الحل الذى لوحت به أمريكا فى خضم المذبحة ثم نسيته وهى تفرد المساحة لنتنياهو أمام الكونجرس وترسل الأسلحة بل الجنود إلى إسرائيل. أمريكا وإنجلترا وفرنسا والعالم الغربى تدعم إسرائيل على حساب فلسطين؛ فمن يدعم فلسطين؟!.

هل يقبل العالم أن يصمت أمام المذابح اليومية وأمام التجويع المقصود وأمام التشرد لكل هذه الجموع فى أرضها ترتحل شمالًا وجنوبًا؟ ليس يومًا ولا أسبوعًا ولا شهورًا بل ما يقرب من عام كامل والمذبحة دائرة والضحايا يسقطون والأطفال يموتون جوعًا والصمت هو الرد الوحيد!.. الصمت قاتل لأن ما يحدث مفزع بكل المقاييس.. الصمت هو الرد حتى للشعوب العربية التى لا تدرى هل تبكى على ما يحدث فى غزة أم تبكى على ما يحدث فى السودان أم ما يستمر فى اليمن وليبيا من صراعات أم على تهديد لبنان؟!.. منطقة ممزقة بالكامل ورسم الخرائط ليس بأيدينا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصمت الصمت



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon