بقلم : كريمة كمال
موجها حديثة للمشاهدين.. توفيق عكاشة «بيقولك الحاجة ولعت نار طيب ماهى لازم تولع نار يا غبى انت وهو يا غبية انت وهى لازم الأسعار تغلى» ثم يكمل «حتاخد كلامى أن أنا بطبل طيب بطبل إنت حتعملى إيه حاتكرهنى اكرهنى مش عايز حد يحبنى يا أخى أنا مش عايزك تحبنى أنا مش عايز واحد غبى وجاهل يحبنى أقسم بالله لو لقيت واحد غبى وجاهل بيحبنى لاضربه باللـ أى حاجة».. ويخرج مرتضى منصور فى برنامج آخر ليقول «اللى مش عاجبه مصر يغور فى ستين داهية» أما عزمى مجاهد فيخرج ليقول «عزيزى المواطن سواء كنت تعبان فى عيشتك أو مستريح إذا كان بيت حضرتك من إزاز فمفيش داعى تحدف بالطوب ماشى يا ننوس عين مصر» «مش عاجبكم حال بلدنا امشوا غوروا فى داهية» بل إن الفنانة هالة فاخر تخرج على جمهورها لتقول «لو مش عاجبك يا خويا منك له القطر ده نط منه وهو ماشى إياك تتكسر رقبتك» وعلى نفس النهج يخرج تامر أمين ليقول «اللى مش عاجبه العيشة فى البلد دى وشايف الحياة صعبة، ومش عارف اعيش ياخد باسبوره ويورينا عرض كتافه» ويصل الأمر بعزمى مجاهد للقول «شعب يخاف ما يختشيش».
كل هذه مجرد أمثلة لهذا «الترند» الذى صار متكررا فى برامجنا التليفزيونية ومتمثلا فى شتيمة الشعب المصرى وأفراده إذا ما لاحت فى الأفق نبرة تشكو من الأوضاع والسب والقذف هنا يتم بأكثر الطرق فجاجة وبشكل يعبر عن سلطة من يسب على من يسبه، وعن إحساس من يقوم بالسب أنه وحده الذى يملك هذا البلد فى مواجهة من يسبه من منطلق أنه لا يملك هذا البلد ولا أى جزء فيه وليس لديه أى حقوق عليه.. كل هؤلاء الذين يخرجون علينا ليسبوا الشعب المصرى هم يتصرفون من منطلق إن البلد بلدهم أما كل هؤلاء الآخرين فلا حق لهم فى هذا البلد.. من أين أتى كل هؤلاء من مقدمى البرامج بهذه القدرة ليس على نقد الشعب المصرى بل على سبه وقذفه بأسوأ الأشكال، ولماذا صار الأمر وكأنه «ترند» يسير الكل على نهجه، وكأنما هناك تعليمات بالهجوم على هذا الشعب لأنه يشكو؟.. لا توجد مناقشة جادة لأسباب الشكوى بل مجرد هجوم كاسح إلى حد الشتيمة.
إذا ما نظرنا من ناحية أخرى لهذا الذى يقدم من وصلات شتيمة من حيث إنه «إعلام» فعلينا أن نتساءل أين قواعد وضوابط المهنة من هذه الوصلات من الردح؟ وأين المجلس الأعلى للإعلام منها؟ المجلس لا يتحرك أمام سب الشعب ويتحرك فقط إذا ما لاحت بادرة نقد أو اعتراض على الدولة فيعلن عن كل سلطاته ويسن العقوبات ويقر الغرامات.. وهنا يجب أن نسأل المجلس أليس كل تلك الممارسات من الردح والشتيمة هى مما يسىء للمهنة ويجب أن تتم المحاسبة عليها.. أليس من دور المجلس أن يكون قيما على المهنة وعلى طريقة الأداء فيها أم أن المجلس لا يضيره أى خروج على قواعد المهنة بشكل واضح لا لبس فيه طالما كانت فى اتجاه النيل من هذا الشعب وسبه وقذفه ربما لأن هذا الأسلوب قد بات السياسة الإعلامية المعتمدة؟!
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع