توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تعميم مخلّ

  مصر اليوم -

تعميم مخلّ

بقلم : كريمة كمال

تلقت غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى، رئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، تقريرا عن نتائج لجنة الكشف عن تعاطى المخدرات بين العاملين في الوزارات والمؤسسات المختلفة للدولة للتأكد من عدم تعاطيهم المخدرات، ووقعت اللجنة الكشف على 8282 من الموظفين في ثمانى وزارات وكذلك سائقو الحافلات المدرسية خلال يناير وفبراير الماضيين، وتبين تعاطى 250 حالة المواد المخدرة، حيث يتم إحالة الموظف إلى النيابة الإدارية لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وتصل العقوبات إلى الفصل من العمل.

ووجهت «والى» باستمرار تكثيف الحملات للكشف عن تعاطى المخدرات بين العاملين في الوزارات والمؤسسات بجانب الكشف على سائقى حافلات المدارس والطرق السريعة بالتعاون مع الجهات المعنية من أجل التأكد من عدم تعاطيهم المواد المخدرة.

وأوضح عمرو عثمان، مساعد وزيرة التضامن، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، أنه يتم التنسيق حاليا مع كافة الوزارات والمؤسسات المختلفة لإمداد الصندوق ببيانات عن العاملين لديهم وأعدادهم وأماكن تواجدهم من أجل تنسيق حملات الكشف عليهم للتأكد من عدم تعاطيهم المواد المخدرة.

السؤال هنا هو: لماذا العاملون في الوزارات والمؤسسات؟ قد يكون مفهوما أن يخضع للكشف عن التعاطى سائقو الحافلات المدرسية لخطورة القيادة تحت تأثير المخدر، وهو الأمر الذي ينطبق أيضا على سائقى الحافلات على الطرق السريعة، وكذلك سائقو القطارات أيضا لخطورة القيادة تحت تأثير المخدر. من هنا فالكشف على سائقى الحافلات المدرسية والقطارات والنقل على الطرق السريعة مفهوم بل مطلوب لعدم تعريض أي إنسان للخطر الذي تحدثه القيادة تحت تأثير المخدر، لكن ما الخطر الذي يشكله تعاطى موظف في مؤسسة أو وزارة من الوزارات؟ هذا تعميم غير مفهوم بل غير مطلوب على الإطلاق وهو تعميم يصل بالأمور إلى حد التدخل في الحرية الشخصية والتفتيش في تصرفات البشر دون أي مدعاة لذلك، وهو استغلال للقوانين للتفتيش في تصرفات البشر التي لا تشكل أي خطورة على أي أحد سوى الإنسان نفسه؛ مما يحول الدولة إلى وصية على الموظفين تستطيع التفتيش عليهم ومحاسبتهم على تصرفاتهم التي لا تؤثر على قيامهم بوظيفتهم من عدمه، وبالتالى فهو تفتيش في الضمائر والتصرفات التي لا تمس أحدا سوى الشخص نفسه. من هنا فالتعميم من وظائف بعينها يؤثر عليها التعاطى بشكل واضح إلى كل الموظفين في الوزارات والمؤسسات هو تعميم مخلّ يمس حرية الحياة الشخصية طالما لا يشكل خطرا على الغير.

إن التعميم هنا يخرج عن مقتضيات الوظيفة إلى الجميع ممن لا تقتضى مقتضيات وظيفتهم عدم التناول أو التعاطى، وبالتالى فهى وصاية غير مقبولة بل غير مفهومة سوى أن تكون وسيلة للحد من التعاطى الذي يجب الترويج له بالدعاية والإقناع وليس بالفصل من الوظيفة.. من ناحية أخرى هناك ثغرة أخرى في هذه المسألة وهى التفريق بين التعاطى والإدمان فكيف لحملات الكشف عن المخدرات أن تحدد من هو المدمن ومن هو من يتعاطى مرة أو مرات قليلة؟ ومن الذي يتم فصله كعقوبة، هل هو المدمن أم من تعاطى فقط؟ هناك العديد من الثغرات في هذه المسألة يجعل من مسألة العقاب بالفصل مسألة شائكة.. الخطورة الحقيقية في هذه الحملات وامتدادها من الخاص للعام ومن الوظائف التي لها حساسية خاصة لأنها تمس أشخاصا يقومون بالقيادة سواء لحافلات المدارس أو القطارات أو النقل على الطريق السريع إلى الجميع دون أي مدعاه لذلك سوى امتلاك القدرة على الترهيب والتدخل في التصرفات الشخصية، وهو ما يمس دور الدولة وحقها في التدخل في الحياة الشخصية من عدمه.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع  

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعميم مخلّ تعميم مخلّ



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon