توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما بعد الرصيف

  مصر اليوم -

ما بعد الرصيف

بقلم: كريمة كمال

هناك حملة على الفيس بوك باسم «الرصيف من حقى» تتحدث عن حق المارة فى استخدام الرصيف بعد أن احتلته المقاهى واستاندات المحال والبضائع.. ولقد سبق لى أن كتبت عن هذه الحملة وهذه المشكلة أكثر من مرة، وبالطبع لم يحدث شىء.. لم يعد الرصيف للمارة، ومازالت المقاهى والكافيهات والاستاندات تحتله.. والنتيجة أن المارة صاروا يسيرون فى نهر الشارع، ولا تستطيع أن تلومهم، فلا يوجد رصيف ليسيروا فوقه.. لم يستمع لنا أحد كما لم يستمع لغيرنا، بل الأسوأ ليس أن السيارات باتت لا تستطيع المرور فى نهر الشارع بسبب سير المارة فيه، بل الأسوأ أن المقاهى والكافيهات زحفت لتحتل جزءًا كبيرًا من نهر الشارع، فلا تستطيع السيارات المرور سوى فى ثلث مساحة الشارع.. وإذا كنت لا تصدقنى فعليك الذهاب إلى شارع إبراهيم فى مصر الجديدة فى منطقة الكوربة لتجد ما أصفه لك ماثلًا أمام عينيك.. لقد باتت قيادة السيارة فى هذا الشارع ضربًا من المستحيلات.

«الكوربة» من أرقى أحياء مصر الجديدة، لكن الفوضى سادت فى هذا الشارع بشكل لا يمكن تصديقه، والأمر لا يتوقف على شارع إبراهيم فقط فى مصر الجديدة، بل عليك الذهاب إلى ميدان روكسى لتجد استاندات الملابس تنزل عن الرصيف لتحتل نهر الشارع، وكأننا لسنا فى مصر الجديدة بل فى وكالة البلح، وبمناسبة وكالة البلح فقد تخطت استاندات الملابس الرخيصة الوكالة وانتشرت فيما حولها من شوارع، وعلى رأسها الشارع الرئيسى، وامتدت حتى الشوارع المتفرعة منه، وأصبحت المنطقة كلها جزءًا من الوكالة.

ما يجب أن نسأله هنا هو: هل يتم كل هذا بموافقة الأحياء فى كل منطقة أم رغمًا عن الأحياء وبعيدًا عن رقابتها؟ من المؤكد أن الحى يوافق على هذا الأمر، فلا يمكن أن يحدث بعيدًا عنه، أما لماذا يوافق الحى على مثل هذه الفوضى ومقابل ماذا؟ فهذا ما نطالب الأحياء بالإجابة عنه، فلو كانت هناك رقابة حقيقية أو غرامات لما انتشرت هذه الفوضى.

أعتقد أن على الأحياء التى تشهد مثل هذه الفوضى، وليس مصر الجديدة وحدها، أن ترد على تساؤلنا: لماذا تسمح بهذه الفوضى، ومقابل ماذا؟.. وهل من حقها أن تبيع الأرصفة ونهر الشارع، وأين حق المواطن فى أن يسير على رصيف آمن أو أن يقود سيارته فى كامل مساحة نهر الشارع؟ فليس من حق القائمين على الأحياء أن يجوروا على الحقوق الأساسية للمواطن.. والسؤال التالى هو: هل هناك من يعلو على المسؤولين فى الأحياء بحيث يقومون بمحاسبتهم على مثل هذه الفوضى التى من المؤكد أنهم مطلعون عليها بمجرد سيرهم فى هذه الشوارع وتلك المناطق، ولماذا لا يقومون بدورهم الرقابى؟ نعلم أيضًا أن هناك هيئة التنسيق الحضارى، فأين دورها من كل هذه الفوضى التى تجور على أرقى الأحياء، وما بالك بالأحياء الفقيرة والبسيطة؟.. لقد أفلت العيار حقًا فى شوارعنا، وباتت مثالًا للفوضى، ولن أتحدث عن القمامة فى أرقى أحياء القاهرة.. على كل مسؤول أن يقوم بدوره بعد أن تم إطلاق الحبل على الغارب ليفعل كلٌّ ما يريد أن يفعله بلا ضابط ولا رابط، فهؤلاء المسؤولون وتلك الهيئات عليها دور يجب أن تقوم به ونحن فى انتظار الرد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما بعد الرصيف ما بعد الرصيف



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon