توقيت القاهرة المحلي 13:49:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من المسؤول؟

  مصر اليوم -

من المسؤول

بقلم: كريمة كمال

«أحمق من يقطع شجرة كتلك عمرها أكثر من ألفى عام ليقيم مكانها مبنى أو كوبرى سينهار على أكثر تقدير خلال مائة عام، فتاريخ تلك الشجرة الموجود فى حديقة أنطونيادس أقدم من تاريخ 95% من دول العالم».

ما جرى فى مصر الجديدة جرى فى غيرها، لكن ربما هى النموذج الأمثل لكل ما جرى وما يجرى، خاصة فى الإسكندرية التى تم تشويه الكورنيش فيها بمبان ضخمة تحجب الرؤية تماما وتنزع عنه ما كان يتمتع به من امتداد مفتوح على البحر.. وأنا أتساءل هنا: أين التنسيق الحضارى؟ ومن الذى يأخذ كل هذه القرارات؟ من الذى أخذ قاعدة أن أى مكان خال يتحول إلى كافية أو مقهى أو محل؟!.. أصبح الازدحام والتكدس بالأبنية هو السائد الآن، لم يعد هناك تخطيط بل استغلال لكل مساحة للاستفادة منها ماديا لتأجيرها، حتى لو نتج فى النهاية شىء قبيح يشوه المكان.

كتب أحدهم هذه الكلمات على الفيسبوك.. والواقع أن كثيرين كانوا قد بدأوا يصرخون على مواقع التواصل مما نما إلى علمهم عن بدء العمل داخل الحديقة العريقة وإزالة بعض الأشجار. وبصرف النظر عما ورد من إنكار بعض المسؤولين إلا أننى لا أصدق هذا الإنكار، فما جرى فى الإسكندرية وما جرى فى مصر يؤكد أن هناك من يمد يده باسم التطوير ليشوّه أجمل ما فى بلدنا، وأتمنى أن يثبت أنهم لن يدمروا حديقة أنطونيادس، وأن ما يجرى مجرد تقليم للأشجار كما قالت إحدى المسؤولات.. لكننا لا نستطيع أن ننتظر لنرى، خشية أن نرى تدميرًا آخر.. فهل نسينا كيف كانوا يريدون إقامة كوبرى يمر من فوق كنيسة البازليك لولا صرخاتنا واعتراضنا وتصدينا بحملة قوية؟!.. وانظروا لما حدث فى مصر الجديدة.. وانظروا لما حدث فى كورنيش الإسكندرية.. كل يد امتدت بدعوى التطوير شوهت ما هو جميل وقائم منذ عشرات بل آلاف السنوات.. مصر الجديدة لم تعد هى نفس الحى الهادئ الجميل المقسم بطريقة بسيطة، والذى تستطيع أن تتجول فيه بحرية واستمتاع. أصبح هذا الحى السكنى مجرد طريق سريع لمرور السيارات بسرعة فى طريقها للعاصمة الإدارية، أما الحى وسكانه فقد أصبحوا غرباء عنه لا يستطيعون التجول فيه كما اعتادوا، لم يعد الحى حيهم، اختلفت المعالم تمامًا.. والأسوأ هذه المقاهى والكافيتريات التى أنشئت تحت الكبارى وفى كل بقعة توفرت حتى لو كانت فى الأصل مجرد حديقة صغيرة.

لا أعرف ما رأى الناس فى هذه الأبراج الضخمة التى يخاصمها الجمال والتى أقيمت بدلا من مثلث ماسبيرو!.. لن أتحدث هنا عن ازدحام المنطقة فى الأساس، وكيف يمكن لها أن تتحمل مثل هذه الأبراج الضخمة.. سوف أتحدث هنا عن جمال العاصمة، لقد فرحنا بشدة بالتطوير الذى حدث فى منطقة وسط البلد أو القاهرة الخديوية، لأننا نعتز بشدة بتراثنا.. فلماذا لا نضع هذا التراث فى حسابنا عندما ننشئ مناطق جديدة بدلا من أن يكون الهدف هو الاستغلال المادى وحده، حتى إن جاء على حساب جمال الموقع؟!.

القاهرة والإسكندرية ليستا مدينتين حديثتين يمكن العبث بهما بمثل هذه الطريقة.. هاتان مدينتان عريقتان يجب الحفاظ عليهما وعلى ملامحهما، ويكون التدخل فيهما بالترميم والصيانة فقط، وليس بالإطاحة بمعالمهما وبما تتميزان به.. أتمنى ألا تكون هناك نية حقًا لتدمير حديقة أنطونيادس.. لكن المشكلة لا تتوقف هنا فقط بل تمتد إلى الكورنيش والقاهرة ومصر الجديدة وكل ما نعتز به من أماكن.. إذا لم يكن التنسيق الحضارى هو المسؤول عن كل هذا الذى يجرى، فمن المسؤول إذن؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من المسؤول من المسؤول



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon