توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا فشلنا في حل مشكلة الزيادة السكانية؟

  مصر اليوم -

لماذا فشلنا في حل مشكلة الزيادة السكانية

بقلم : كريمة كمال

على مدى سنوات طويلة من عمرى اشتبكت كثيرًا فى أنشطة المجلس القومى للسكان، سواء الأنشطة المقامة داخله أو فى مختلف محافظات الجمهورية، وبرامج تنظيم الأسرة وكيف يتم تطبيقها وما الذى يعترضها.. بل وسافرت إلى الهند وإندونيسيا وتايلاند للتعرف على برامج تنظيم الأسرة هناك وكيف نجحت.. كان واضحًا أن العالم قد عرف تجارب كثيرة ناجحة فى هذا المضمار، بينما نحن لم ننجح.. لقد فشلنا والدليل على ذلك أننا منذ أن بدأنا ننفذ برامج تنظيم الأسرة حتى الآن لم تختفِ المشكلة، بل لم تنخفض معدلات الزيادة بشكل ملحوظ، وليس أدل على ذلك من أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يتحدث فى واحد من آخر خطاباته عن تأثير الزيادة السكانية على جهود التنمية، أى أن المشكلة مازالت قائمة، بل وتتفاقم.

لماذا نجحت الدول الأخرى التى تعانى من نفس المشكلة بينما فشلنا نحن؟ من تأمل برامج تنظيم الأسرة على مدى سنوات طويلة ماضية نكتشف أن التصدى لمشكلة تنظيم الأسرة فى مصر لم يكن أبدًا برنامجًا مستمرًا، بل إن ما حدث أنه كان يتم إدراك حجم المشكلة واتخاذ القرار بمواجهتها فيبدأ العمل فى الحملة الإعلامية المواكبة لها، مع العمل على توفير الخدمات الطبية المطلوبة فى المحافظات كلها والمدن والقرى، فيحدث تأثير ما ولو بسيطًا، لكن ما يلبث هذا أن يخفت إلى أن يتوقف تمامًا ويتم نسيان المشكلة تمامًا وبالتالى التصدى لها بقوة وفاعلية حتى يجىء وقت آخر أو جهاز آخر أو شخص آخر ليعيد إحياء الكلام عن المشكلة فتتخذ القرارات بالمواجهة، ثم الحملة الإعلامية وتوفير الخدمات، ثم يعود كل شىء إلى الاختفاء والتوقف مرة أخرى. لم يكن تنظيم الأسرة أبدًا برنامجًا قويًا مستمرًا على مدى السنوات الطويلة، وربما من أسباب ذلك أن تنظيم الأسرة والسكان قد تنازعت تبعيته الجهات، فمرة يتبع تنظيم الأسرة والسكان المجلس القومى للسكان، ومرة يتبع وزارة الصحة، وهكذا اختل الاهتمام به تبعًا لتبعيته للجهات.

نعم تنظيم الأسرة يحتاج إلى حملات إعلامية، ولكن لا يؤثر هذا وحده، فالمطلوب توفر الخدمات الصحية والطبية التى تسمح للمرأة بالممارسة، وبالتالى الحصول على المستلزمات الطبية، بل والنصائح الطبية، سواء من الطبيب أو الزائرة الصحية، كل ذلك يؤثر بشدة فى نجاح أو فشل برامج تنظيم الأسرة.

لقد خرجت علينا وزيرة التخطيط أخيرًا لتقول لنا إن الفرد يكلف الدولة منذ ولادته حتى سن السبعين مليونًا ونصف المليون جنيه، ولن أقول لسيادة الوزيرة من أين تحصل الدولة على ما تصرفه على الفرد، أليس من الأفراد أنفسهم؟ أليس من الضرائب والخدمات التى باتت تزداد كل يوم؟ فلماذا الإساءة للناس بدلًا من التفكير الجدى فى كيف تتبنى الدولة برنامجًا قويًا لتنظيم الأسرة يمكنها به أن تتصدى بحق للمشكلة، وتستطيع أن تحقق فيها إنجازًا قويًا ينتج عنه هبوط معدلات الزيادة السكانية.

خطط وبرامج الدول الأخرى التى كانت تعانى من الزيادة السكانية واستطاعت فعلًا أن تقضى على المشكلة متوفرة وقابلة للدراسة لنرى ما يتفق معنا وما يختلف، وما يمكن أن يأتى بنتيجة قوية تبعًا لظروفنا وطبيعة مجتمعنا.. بل إن مراجعة كل الجهود التى تمت فى تنظيم الأسرة والسكان لدينا يمكنها أن تضع يدنا على أسباب الفشل حتى لا نكررها ثانية.. المشكلة لن تُحل بالشكوى منها فقط، ولا بمعايرة المواطن بما يُصرف عليه من أموال، المشكلة تُحل بشكل علمى بحت، وأن يطبق برنامج يستمر، لا أن يرتفع لوهلة ثم يخفت ليموت تمامًا لننساه أعوامًا، بل عقودًا، ثم نعود لنتذكره.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا فشلنا في حل مشكلة الزيادة السكانية لماذا فشلنا في حل مشكلة الزيادة السكانية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon