بقلم - كريمة كمال
أصدرت نقابة الإعلاميين قرارًا باستدعاء شريف عامر، مقدم البرامج بقناة «إم بى سى مصر»، وذلك لمخالفته ميثاق الشرف الإعلامى ومدونة السلوك المهنى واستمراره فى ارتكاب المخالفات المهنية، إما بالاتفاق مع ضيوفه أو السماح لهم بالكذب والتضليل والإهانة للشعب المصرى، وكذلك استدعت النقابة الدكتور مبروك عطية الذى نطق بما لا يعى بالمخالفة للحقيقة والواقع.
الواقع أننى اندهشت بشدة من قرار نقابة الإعلاميين، فمن توقعت أن تتدخل لردعهم من الإعلاميين- وهم كثر- لم تتدخل النقابة ولم تحرك ساكنًا، بينما شريف عامر بالذات أنا أعده أكثر مقدمى البرامج مهنية وبينه وبين غيره مسافات كثيرة، فهو موضوعى وله مصداقية شديدة تراكمت عبر سنوات من أداء متميز، وهو بحق أفضل إعلامى على الساحة من وجهة نظرى، وعندما تتابعه تكتشف أنه شديد الالتزام بالمهنية والقواعد السلوكية التى يجب اتباعها، فكيف بنقابة الإعلاميين أن تترك كل الإعلاميين الذين يخالفون كل القواعد المهنية ليل نهار وتمسك فى شريف عامر الذى هو بحق الأفضل والأكثر مهنية؟!.
لم يأتِ شريف عامر بضيف من الشارع ليحاوره فيثير ضجة، بل أتى برجل عالم قد تتفق معه فيما يقوله أو تختلف معه، لكن الفيصل هنا أن تناقشه وأن يطرح أفكاره، ولقد راجع شريف عامر الدكتور مبروك عطية فيما يقوله وتحفظ عليه، أى أنه قام بدوره كمقدم كما يجب أن يكون، وتحفظ عندما كان يجب أن يتحفظ، فماذا كان المطلوب منه؟!، هل كان المطلوب أن يُخرس الرجل؟!. المحاورة فن وشريف عامر قام بها كما يجب أن يكون، أما أفكار الدكتور مبروك عطية فهناك من يتفق معها وهناك من يختلف معها، وطرحها مهم لأن الرجل يستند إلى الكتب، ومن هنا يجب مناقشة أفكاره، سواء بقبولها أو رفضها.
هناك كثير من النسويات يرفضن آراء الدكتور مبروك عطية، خاصة موقفه من ضرب المرأة، وهم على حق فى هذا من منطلق نسوى، لكن من المؤكد أن هناك فى المجتمع من يتفق معه، فهناك كثيرون فى المجتمع يعطون للرجل حقوقًا على المرأة ترفضها النسويات، ولديهن كل الحق، لكن الأساس هنا هو المناقشة والحوار والجدال حول أفكار الرجل، وليس معنى طرحها الاتفاق تمامًا معها.. يجب أن نعى أننا مجتمع مقسوم على نفسه فيما يخص المرأة بالذات، وهنا نتفق ونختلف مع كثير مما يُطرح بشأنها.
تحدث الدكتور مبروك عطية فى هذه الحلقة عن الزواج ووجهة نظره فيما يتم من زواج الآن، ومن هنا علينا أن نناقش ما يقوله مع ما نراه حولنا، خاصة مع تزايد معدلات الطلاق بشكل ملحوظ.. من المهم مناقشة الأفكار والآراء بشكل مفتوح، فهكذا يمكننا أن نعالج مشاكلنا أو نتصدى لها.. طرح كل الأفكار ومناقشتها الطريق الوحيد لمعالجة مشاكلنا وليس اختيار ما يمكن أن نناقشه.
المشكلة هنا أن على نقابة الإعلاميين أن تتابع أكثر أداء مقدمى البرامج وتقارن هذا الأداء بشكل دقيق، وهنا لا يمكن أن تحقق مع إعلامى ومقدم برامج معروف بمهنيته الشديدة، ولن أتعرض هنا لبيان القناة التى ينتمى إليها الإعلامى شريف عامر ولا إلى ما جاء على لسانه هو فى مداخلته الخاصة بالرد على تحرك نقابة الإعلاميين ضده، فقد كان واضحًا إلى أى مدى هناك إحساس بالظلم ضد إعلامى عُرف بالمهنية، لكن ما سأتعرض له هنا أنه من المهم أن نُقيّم الإعلاميين بشكل صحيح، وألا نأخذ موقفًا من إعلامى متميز ومهنى بناء على رصد غير صحيح لما قدمه.. أداء النقابة مهم لكن يجب أن تترصد لمن يخرجون عن السلوك المهنى، وهم كثيرون، وليس للمهنيين المتميزين.