توقيت القاهرة المحلي 22:22:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حق الناس

  مصر اليوم -

حق الناس

بقلم : كريمة كمال

هناك ارتباط شديد بين سكان مصر الجديدة وحيّهم، خاصة من نشأ فى الحى وتربى فيه.. لذا فكل ما يمس ملامح الحى وهويته يؤثر بشدة فى سكانه.. لهذا ما تم فى مصر الجديدة بدعوى التطوير من إنشاء العديد والعديد من الكبارى قد أصاب هؤلاء السكان بصدمة ورفض شديد، ناهيك عن أن ما عدّه البعض تحقيقًا للسيولة الشديدة نتيجة هذه الكبارى تسبب فى مشكلة كبيرة لسكان الحى، ففجأة أصبح السكان لا يعيشون فى حيهم الجميل بل يعيشون فى طرق سريعة تصلح لخارج المدن وليس داخل أحياء سكنية، فلقد أصبح التحرك فى الحى يعنى خطورة شديدة تسببت فى وقوع عدد من الضحايا، فعبور الطرق التى سارت واسعة بشدة وسريعة جدا صار مستحيلًا وينطوى على خطورة شديدة.. وهكذا لم يعد الحى هو نفس الحى، وكان واضحا أن التطوير تم لصالح العابرين وليس لصالح الساكنين.

لهذا عندما اخترقت المعدات الثقيلة ميدان كنيسة البازليك وعَلِم السكان أن هناك نية لإقامة كوبرى يعبر الميدان ويفسده، ثارت ثورتهم وخرجوا على مواقع التواصل الاجتماعى يعلنون رفضهم الشديد.. كانوا بالفعل يصرخون بألا يتم تشويه الحى أكثر من هذا، وكان واضحا من صرخاتهم مدى رفضهم، بل لقد كتبت بيانات وجمعت آلاف التوقيعات وكتبت هاشتاجات، ووصل الأمر إلى البرلمان، حيث أثار عدد من النواب المشكلة.. وبحث سكان مصر الجديدة عن نواب مصر الجديدة فى البرلمان، لكنهم اكتشفوا أن ليس كل نوابهم معهم، فقد وقف نائب عن مصر الجديدة هو النائب طارق شكرى ليدافع عن مصر الجديدة وضم صوته لصوت أهالى دائرته ودافع عن تميز الحى وطرازه المعمارى وحقوق سكانه، ولم يتردد فى أن يعلن موقفه الرافض، بينما النائب الآخر كان- على حد تعبير سكان مصر الجديدة- مهزوزًا، واتخذ موقفًا محايدًا، بل أقرب لموقف الطرف الآخر فى مواجهة سكان الحى، أى أن موقفه كان مخزيًا بشدة، وخذل أهالى دائرته، بل خذل الحق فى قضية تشويه الحى، وهكذا أدرك السكان نوعية كل نائب.

كل هذه الضجة التى أثارها سكان مصر الجديدة تؤكد بشدة أنه يجب أن يؤخذ فى الاعتبار رأى سكان أى حى قبل إجراء أى تغيير به، وهو ما يحدث فى كل بلاد الدنيا، فلا يمكن رفع طوبة أو زيادة طوبة دون حوار مجتمعى يثبت موافقة أهل الحى..أما نحن، فكل شىء نفاجأ به حتى يصبح أمرا واقعا بلا أى حق للسكان وأهل الحى حتى لو كان هذا التنفيذ يعنى الإفساد والتشويه، يؤخذ رأى مسؤولى الطرق ولا يؤخذ رأى أهل الاختصاص من خبراء التخطيط العمرانى وأساتذته.. بل إن هذا الكوبرى يخالف القانون، حيث إن القانون 119 للبناء الموحد اعتمد اشتراطات الحفاظ على المناطق التراثية، وشمل حدود وأسس الحفاظ على منطقة مصر الجديدة ذات القيمة المتميزة، وهذا القانون يحظر أى إنشاءات فى الفراغات العامة أو الميادين مثل كبارى المشاة والطرق العلوية للسيارات.. إنه نص قانونى صريح يحظر الكبارى بأنواعها.

لم تهدأ الضجة بعدْ، فالصورة لاتزال غائمة، فقد قيل إنه تم سحب المعدات، وخرج أحد نواب البرلمان ليقول إن العمل توقف لحين دراسة المشروع، بينما خرج النائب السلاب ليقول إنه لا يوجد أى مشروع من الأساس وإن الأمر مجرد عمل مجسات للأرض، وجاء هذا التناقض فى التصريحات ليشكك الناس أكثر وأكثر.. وحتى كتابة هذه السطور لم يكن هناك بيان أو تصريح رسمى يؤكد أن المشروع قد تم إلغاؤه، وكأن الناس ليس من حقهم أن يعلموا مصيرهم أو ما يحاك لهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حق الناس حق الناس



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon