توقيت القاهرة المحلي 09:26:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في أي زمن؟

  مصر اليوم -

في أي زمن

بقلم : كريمة كمال

فى أى زمن نحن؟ يجب أن تسأل نفسك هذا السؤال وأنت تطالع مواد مشروع قانون الأحوال الشخصية المقدم من مجلس الوزراء إلى البرلمان المصرى.. إن المواد التى يتضمنها مشروع القانون يبدو كأنها وضعت قبل أكثر من مائة عام فهذه المواد تنفى عن المرأة الأهلية القانونية لما يعد مخالفة للدستور.. وليس مخالفة للدستور فقط بل هو مخالفة للواقع المعاش بالفعل فى المجتمع ووضع المرأة وما وصلت إليه.. المرأة وصلت إلى أعلى المراكز القيادية فهى وزيرة ومديرة بنك ورئيس مجلس إدارة وهى تتحمل كل الأعباء والمسؤوليات فى الأسرة بمشاركة الرجل وأحيانا كثيرة بمفردها فكيف تأتى هذه المواد لتعامل كل النساء بصرف النظر عن مراكزهن ووظيفتهن بل والمستوى التعليمى والخبرة العلمية أو الحياتية على أنهن ناقصات الأهلية ولا يملكن القدرة على إدارة شؤونهن الخاصة وشؤون أطفالهن، بل يجب أن يكون الرجل، أى رجل، فى العائلة هو القادر على ذلك، ولذلك لا تعترف هذه المواد بولاية النساء على أنفسهن أو على أطفالهن، وهكذا تبقى المرأة خاضعة لولاية الذكور فى العائلة سواء كان هؤلاء الذكور هم الزوج أو الأب أو الأخ، بل إن هذه المواد قد وصلت فى اغتيال أهلية المرأة إلى حد استحداث نص يعطى السلطة للولى فسخ زواج من تقع تحت ولايته من النساء الرشيدات بحجة عدم الكفاءة، أى أن المرأة الرشيدة التى قد تكون رشيدة لا تملك أن تزوج نفسها ويمكن للولى عنها أن يفسخ هذا الزواج إذا ما تم.

من هنا فيجب أن نقول إن الولاية حق للنساء على أنفسهن وعلى أطفالهن وهى ضرورة ومطلب أساسى، أما ما جاء فى مشروع هذا القانون فهو ليس فقط يعيد المرأة للوراء عقودا كثيرة، بل إنه يتحدث عن امرأة لم تعد موجودة فى الواقع فعن أى امرأة يتحدث هذا القانون وفى أى زمن؟ فهل يتصور أحد أن امرأة رشيدة تتبوأ منصبا كبيرا لا تكون لها الأهلية عن نفسها وتترك هذه الأهلية لذكر من عائلتها قد تكون تفوقه تعليما ومركزا؟ بل هل يتصور أحد أن امرأة رشيدة تربى أطفالها تكون عاجزة عن أن تأخذ القرارات اللازمة فى تعليمهم لأنها لا تملك الولاية التعليمية عنهم؟ أو لا تستطيع إدارة أموالهم لأنها لا تملك الولاية المالية عليهم وأنها فى كل هذا عليها أن تطلب الزوج ليقوم بهذا لأنه وحده صاحب الولاية رغم أن هذا الزوج قد تكون علاقته بأبنائه قد انقطعت بزواجه من أخرى أو لسفره إلى الخارج أو أنه يرفض أن ينفذ ما هو مطلوب نكاية فى الأم كل هذا لأن كل شىء يبقى معلقا بالرجل لأنه وحده صاحب الولاية، بينما يرى المشرعون أن المرأة ليست قادرة على أن تكون الولى عن أطفالها وهى بالقطع نظرة متسقة مع رؤيتهم أنها هى نفسها لا تملك الولاية عن نفسها.

كم امرأة عانت من عدم قدرتها على إلحاق أبنائها بمدارس بعينها لأن الزوج رفض أو أنه أصر على أن ينقل الأطفال من المدرسة المناسبة لهم لمجرد أن يكيد للأم.. إن قصص الولاية التعليمية والولاية المالية كثيرة وكم طالب المجتمع المدنى والجمعيات والمنظمات العاملة فى مجال المرأة بتغيير القوانين وإقرار أهلية المرأة القانونية ليأتى هذا القانون مخيبا للآمال، بل وليضع مواد ويستند إلى أفكار ورؤية تجاوزها الزمن وتجاوزتها المجتمعات الحديثة، من هنا لا يجب أن يمر هذا القانون دون مناقشة مجتمعية تتضمن من يدركون حقوق المرأة بل ووضعها الحالى وليس من يتحدثون عن امرأة لم تعد موجودة فى الواقع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في أي زمن في أي زمن



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon