توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليس مجتمعًا

  مصر اليوم -

ليس مجتمعًا

بقلم : كريمة كمال

هل صدمنا بقصة سيدة دار السلام التى سقطت من الدور السادس لتسقط جثة هامدة بعد اقتحام منزلها؟ الأمر ليس جريمة حقا بل هو مجتمع يتحرك ويتفاعل مع ما حوله.. هذا هو المجتمع فى مواجهة النساء خاصة لو كانت سيدة تعيش بمفردها هنا تصبح هذه السيدة فى بؤرة اهتمام هذا المجتمع وملاحظته بل ومراقبته.. لا تعود هذه السيدة تملك أى حقوق بل هى محل شك واتهام طوال الوقت ولا يعود هذا المجتمع من حولها مجتمعا بحق بل قبيلة تتحرك وتتفاعل بكل ما يخص القبيلة تجاه هذه السيدة.. فشرفها لا يعود يخصها بل يصبح يخص هذه القبيلة تدافع عنه وتنتقم له... لم تعد هذه السيدة مجرد ساكنة بل امرأة تحركاتها وتصرفاتها تمسهم هم قبل أن تمسها هى وتؤثر على سمعتهم هم قبل أن تؤثر على سمعتها هى.. هذا ليس مجتمعا بقدر ما هو قبيلة وهذه السيدة أحد أعضاء هذه القبيلة تنتمى إليهم وهم لهم الكثير والكثير من الحقوق عليها.

فى أى مكان فى العالم تعيش أى سيدة بمفردها ولا يملك كل من حولها أى شىء تجاهها لا يملكون أصلا مراقبتها والاطلاع على تصرفاتها ومن يدخل شقتها ومن يخرج منها فهناك ما هو يحترم وهو الخصوصية، فلا شأن للمجتمع المحيط بها بكل ما تفعله لأنه يتصرف كمجتمع يعرف حقوق الجميع، وعلى رأسهم سيدة تعيش بمفردها فهو ليس معنى بهذا وتصرفاتها تخصها هى وحدها، مرة أخرى هناك ما يحترم وهو الخصوصية لكل إنسان حتى لو كان امرأة أما نحن وأما مجتمعنا فلا يعرف الخصوصية ولا يمنحها لأى أحد خاصة لو كانت امرأة تعيش بمفردها.. هو أصلا لا يفهم أن تعيش امرأة بمفردها فقد اعتاد أن تكون فى كنف رجل مسؤول عنها أما أن تكون هى مسؤولة عن نفسها فهو شىء لا يدركه وبالطبع لا يحترمه بل هو يتحفز لكل تصرف تأتى به وكل فعل تفعله.

عندما صعد صاحب البيت والجيران والزوجات لاقتحام شقة السيدة كانوا يشعرون أنهم يتحركون بفعل الغيرة على شرفهم الذى دنسته هذه السيدة عندما سمحت لرجل غريب بدخول شقتها، وفكرة أن يصعدوا جماعة ليواجهوها يعبر عن أن ما جرى ليس رد فعل فرديا، بل هو رد فعل قبلى بامتياز فكرة الجماعة فى مواجهة الفرد.. لم تر هذه الجماعة فى هذه المرأة سوى أنها امرأة لم تر أنها تعمل موظفة فى عيادة فى الحى وتعيش لتعول نفسها إذن فهى مسؤولة عن نفسها وتصرفاتها تخصها هى وحدها ولا تخص غيرها بأى حال من الأحوال.. فكرة أن تقيم امرأة بمفردها فكرة غير مفهومة ومشكوك فيها بدليل أن الكثير من الفنادق ترفض أن تقيم امرأة فى إحدى غرفها بمفردها.. امرأة بمفردها تعنى الشك فى سلوكها.

«كانت ترتدى كامل ملابسها» جاءت هذه العبارة فى تقرير الطب الشرعى للضحية.. مما يعنى أنها لم تكن عارية وكأنما هذا يبعد الشك فى سلوكها.. الجناة ادعوا أنها هى التى ألقت بنفسها من النافذة فلو كان هذا حقيقيا لكان معناه أنها لم تحتمل الضغوط التى مارسوها عليها من هنا فلو كانوا قد ألقوا بها من النافذة أو سقطت عفوا أو ألقت بنفسها فهم فى النهاية مسؤولون تماما عن سقوطها وسوف تثبت التحريات والتحقيقات حقيقة ما جرى وهو أنهم اقتحموا شقتها وحياتها ليرهبوها فهل تنتهى القصة هنا وتثبت التحقيقات جرمهم أم أن هذه الجريمة مازالت تحدث وسوف تتكرر فى الحدوث فى كثير من الأماكن فى المجتمع المصرى لأنه لم يصبح مجتمعا بعد ومازال يتصرف بمفهوم القبيلة البدائية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس مجتمعًا ليس مجتمعًا



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon