توقيت القاهرة المحلي 19:02:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قانون الأطباء

  مصر اليوم -

قانون الأطباء

بقلم: كريمة كمال

مرة أخرى أكتب عن قانون المسؤولية الطبية، ويجب أن ندرك أنه ليس قانونًا خاصًا بالأطباء وحدهم، لكنه أيضًا قانون يمس حياة المرضى وفرصهم فى الشفاء، فلا يوجد طبيب يمكن أن يكون مستعدًا أن يجازف بسمعته وحريته، وأنه يمكن أن يودع السجن إذا ما أقبل على علاج مريض حالته متردية أو متدهورة ومعرض للموت، فأغلب الظن أنه إذا ما أُجيز مشروع القانون بصورته الحالية سيتراجع عن علاجه، وأغلب الظن أنه إما أن يحوله لمكان آخر أو يتركه ليلقى مصيره.. لذلك من المفهوم لماذا كانت الضجة التى أثيرت حول هذا القانون، ولماذا حاول الأطباء عقد جمعية عمومية لمناقشة القانون قبل أن يتم إجازته فى البرلمان، وأنا أعيد الكتابة هنا عن هذا القانون لكى أنبه لضرورة مناقشة هذا القانون مناقشة وافية مع كبار الأطباء والخبراء فى الساحة الطبية حتى لا يشعر الطبيب أنه مهدد بالسجن، ويشعر المريض أنه مهدد بفقد فرصه فى الشفاء.

تمت إجازة القانون فى مجلس الشيوخ، ويجب ألا تتم إجازته فى مجلس النواب دون الاستماع للآراء المختلفة، وأن يوضع فى الاعتبار أننا نجيز هذا القانون وهناك نزيف مستمر فى عدد الأطباء الذين يهربون من العمل فى مصر ويلجأون للعمل فى الخارج هربًا من سوء أحوال الأطباء الشبان الذين يعملون فى ظروف شديدة الصعوبة فى مقابل مرتبات متدنية جدًا، رغم أن العديد منهم يفقد حياته من العمل ساعات طويلة، فهل نضع على كاهلهم أيضًا سيف المحاسبة والعقاب، علمًا بأن الكثير من الحالات تتعرض لمضاعفات شديدة بحكم طبيعة الحالة المرضية، ألا يكفيهم اعتداء أهالى المرضى عليهم بالقول أو بالفعل؟ فهل يمكن لجهات التحقيق إذا ما تُوفى مريض ورُفعت دعوى عليهم بالإهمال أو الخطأ، هل يمكن لهذه الجهات أن تقرر إذا ما كان الطبيب قد أخطأ أو أهمل فعلًا أم أن المريض تعرض لمضاعفات محتملة؟، والذى يمكن أن يقرر هنا لجنة من كبار الأطباء فى التخصص نفسه وليس أى أطباء، وأن يكون لديهم علم كامل بحالة المريض وتحت أيديهم الوثائق التى تثبت أو تنفى، وجهة التحقيق ليست كافية فى مثل هذه الحالة، وحتى لو ثبت الخطأ أو حتى الإهمال هل يكون السجن هو الحل أم التعويض المادى كما يحدث فى كل دول العالم؟. لماذا نتصرف وكأننا نخترع العجلة، رغم أن كثيرًا من دول العالم المتقدمة فى الطب بالذات مثل بريطانيا لديها قوانينها الخاصة بمثل هذه الحالات، فلماذا لا نهتدى بمثل هذه القوانين بدلًا من أن يتفتق ذهننا عن قانون خاص بنا نخترعه ونؤذى به الطبيب والمريض؟

خرج علينا طبيب كبير جدًا فى تخصصه ليعلن اعتزاله العمل كطبيب والاكتفاء بعمله كأستاذ بالجامعة لأنه لا يستطيع أن يُعرض نفسه وسمعته للسجن، ولن يكون الأول ولا الأخير، وماذا عن شباب الأطباء الذين من السهل اتهامهم بالخطأ أو الإهمال، والذين لن يجدوا سبيلًا أمامهم سوى الرحيل، فهل هذا هو ما نسعى إليه من وراء هذا القانون؟ هناك تصور أن الأطباء يشعرون أن على رأسهم ريشة، ولذلك يجب أن يكون هناك قانون لمحاسبتهم على أى خطأ، مثلهم مثل غيرهم، والأطباء ليس على رأسهم ريشة ولكنهم يتعاملون مع حياة الناس التى تتدخل فيها أشياء كثيرة، ولن أقول القدر، ولكن التفاعلات الجسدية مع كل حالة من الممكن أن تكون فيها أشياء لم تُكتشف بعد أو ليست معلومة بعد، فهل يحاسب الطبيب على ذلك؟، هو يسعى للعلاج والجسد قد يكمل السعى أو يُجهضه.. تفاعلوا مع القانون بشكل أرحب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قانون الأطباء قانون الأطباء



GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

GMT 07:57 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 07:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 07:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

GMT 07:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

لعنة الملكة كليوباترا

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 17:49 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

خالد النبوي آخر «الكبار» الغائبين عن دراما رمضان 2025
  مصر اليوم - خالد النبوي آخر «الكبار» الغائبين عن دراما رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon