توقيت القاهرة المحلي 14:45:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صاحب قضية

  مصر اليوم -

صاحب قضية

بقلم : كريمة كمال

من شاهد جنازة البدرى فرغلى تأكد أن صاحب القضية أهم كثيرا من صاحب المنصب.. مئات الألوف من المشيعين رغم أن الجنازة كانت فى بلدته ببورسعيد، فماذا لو كانت فى القاهرة؟ لتضاعفت الأعداد عشرات المرات.. جنازة البدرى فرغلى دليل على أن من عاش عمره مناضلا من أجل المبدأ والقضية تكتب الجماهير اسمه من نور داخل قلوبها وعقولها.. خبر وفاة البدرى فرغلى ملأ الفيس بوك، وصورته احتلت البوستات العديدة التى كتبت عنه.. كان الرجل المتواضع البسيط يعبر عن مئات الألوف من العمال، ويدافع عن حقوق مئات الآلاف من أصحاب المعاشات.. لم يبحث عن قضيته الشخصية، بل بحث عن قضايا وحقوق كل هؤلاء.

يوم الأربعاء الماضى أدخل البدرى فرغلى مستشفى آل سليمان إثر إصابته بجلطة فى الساق، حيث أجريت له جراحة عاجلة.. صباح الخميس أصر على السفر لحضور جلسة محكمة القضاء الإدارى فى القاهرة التى تنظر دعوى تفسير حكم ضم العلاوات الخمسة لأصحاب المعاشات.. عندما تقدم للشهادة أمام المحكمة تقدم من المنصة وهو يستند على مرافقه، فسأله القاضى عما به، فقال له مرافقه إنه قد أجريت له بالأمس جراحة لتسليك جلطة فى القدم، فتعجب القاضى من إصراره على الحضور وعاتبه على ذلك.. هكذا كان حتى فى آخر لحظات حياته، ومهما كانت حالته، مدافعا عن قضيته.

لا يوجد من لا يعرف البدرى فرغلى فى بورسعيد، لذلك كان يدخل الانتخابات وينجح مثنى وثلاث ورباع ليدخل البرلمان ليصول ويجول تحت القبة، فكان برلمانيا شهيرا من خلال استجواباته الشهيرة.. كان الناس يعرفونه فى الشارع وينادون عليه ويحيونه، وبعضهم يدعو له وآخرون يتقدمون منه للسلام عليه.. هكذا كان بالنسبة للمصريين يعرفونه وكأنه من نجوم السينما، بل وأكثر، كانوا يعلمون ما الذى يدافع عنه وكيف يتصدى للقضايا التى تهمهم بحق.. علينا أن ندرك هنا أن هناك نوابا يدخلون البرلمان ويخرجون منه دون أن يعرف الناس أسماءهم، بينما كان هو علما مرفوعا يشهد له الجميع.. بعد أن ترك مجلس الشعب بقى كما هو مناضلا صلبا من أجل بسطاء الناس.. وكانت معركته الأخيرة من أجل رفع المعاشات نموذجا على نضاله من أجل مئات الألوف الذين يتحدث باسمهم ويدافع عن حقوقهم ولا يتوانى عن هذا.

كيف تكونت هذه الشخصية التى أنتجت مناضلا فذا؟.. هو ابن الصعيد ورمز شعب بورسعيد الذى بدأ حياته عاملا فى الشحن والتفريغ، فزامل العمال وأدرك معاناتهم من أجل حقوقهم، فتصدى لنيلهم هذه الحقوق، وظل يناضل من المصانع إلى الشوارع لينتقل ليناضل تحت قبة البرلمان، ولم يهدأ يوما ولم يتوقف عن النضال من أجل حقوق البسطاء حتى تبنى قضية حقوق أصحاب المعاشات ليصبح مثالا للمناضل الحق.. هذا المناضل بدأ حياته مناضلا فى المقاومة الشعبية، ولم يكن عمره قد تخطى العشرين بعد حين انخرط فى ترميم ممرات الطيران وكيف كان هو وزملاؤه يزيلون الألغام بأيديهم من ممرات الطيران.. من هنا ندرك طبيعة شخصية البدرى فرغلى وامتلاكه لعزيمة الفدائى التى لم تفارقه يوما.

مصر ليست مجرد أرض وملامح عمرانية وحدود جغرافية.. مصر بها أوتاد ترتفع نحو السماء لمن يتحملون عبء الدفاع عن الناس وعن البلد، يحاولون تحقيق العدل على الأرض دون انتظار منصب أو ثمن لما يفعلون.. هم فى نظر الناس الأمل فى إحقاق الحق ورفع الظلم عن الناس.. هؤلاء لا يموتون أبدا، بل يظلون أحياء فى ضمير الناس.. هؤلاء يكتبون أسماءهم بالنور لتظل تضىء دوما ولتظل رمزا باقيا لمعنى الدفاع عن المبدأ والتصدى للقضية.. إنه صاحب القضية الذى لا يماثله أحد آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صاحب قضية صاحب قضية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon