بقلم: كريمة كمال
حددت الأمانة العامة للمؤتمر السادس للصحافة المصرية، بالتنسيق مع مجلس نقابة الصحفيين، موعد انعقاد المؤتمر أيام14 و15 16. هذا المؤتمر ليس حدثا عابرًا فى الصحافة المصرية بل هو حدث هام جدا جاء فى موعده لأن المؤتمر يناقش موضوعات شديدة الأهمية فيما يخص الصحافة المصرية، فهو يناقش أزمة حرية الصحافة والصحف المغلقة كما يناقش أوضاع الصحفيين، وعلى الأخص الأوضاع الاقتصادية المتردية.. وتحديات الإصلاح الإدارى والمالى ووسائل تحسين أجور الصحفيين وتصحيح أوضاعهم المادية، وأيضا لا يناقش فقط الأوضاع الحالية لصاحبة الجلالة بل يناقش مستقبل الصحافة فى القادم من الأيام، ومستقبل هذه المهنة الهامة التى لا تخص أصحابها والعاملين فيها فقط بل تخص الشعب المصرى كله، فعن طريق الصحافة تصل المعلومة لكل الشعب المصرى، وإذا لم تصل المعلومة يكون الشعب كله فى حالة إظلام تام لا يدرى ما الذى يجرى حوله من أحداث لا تهمه فقط بل تؤثر على حياته بشكل مباشر جدا ومؤثر جدا. والمهم هنا أن النقاش يمتد للتحديات الراهنة للمهنة والتدخلات التشريعية الواجبة لتحقيق حرية الصحافة والصحفيين، وضرورة توافر حريات الإصدار والنشر.
تواجه الصحافة سواء القومية والحكومية والخاصة تحديات الإصلاح الإدارى والمالى والاقتصادى، وتواجه الصحف القومية تحديدًا تحديات تصل إلى التصفية أو الإغلاق نتيجة لتردى أرقام التوزيع وتفاقم أزمتها الاقتصادية، أما الصحف الخاصة فهى تعافر لتبقى أمام تحديات صعبة بل شديدة الصعوبة، من هنا جاء هذا المؤتمر فى موعده.
المؤتمر يتعرض أيضا للقفزات السريعة فى المهنة من المواقع الإلكترونية إلى الذكاء الاصطناعى، وهذه التطورات الهائلة التى تلهث المهنة وراءها والتى تحتاج منا جميعا كمهنيين الملاحقة والتتبع والتطور، دون أن يسقط منا الكثيرون دون اللحاق بكل هذه التطورات السريعة المتلاحقة والصعبة، خصوصا على شيوخ المهنة الذين بات من الصعوبة عليهم اللحاق بكل هذه التطورات الإلكترونية والتى تحتاج إلى مهارة إلكترونية، بل ربما هناك أيضا شباب يعجزون عن اللحاق بها نتيجة عدم وجود مهارة إلكترونية تمكنهم من التعامل معها.
أيضا يناقش المؤتمر فى فعالياته تحديث منظومة القيد بالنقابة وميثاق الشرف ومدونات السلوك والتنظيم التشريعى لحرية تداول المعلومات.
يشارك فى المؤتمر على مدار الأيام الثلاثة نخبة من كبار الكتاب الصحفيين وخبراء التدريب وممثلى المؤسسات الصحفية الدولية ورؤساء التحرير وأساتذة الصحافة والإعلام ومسؤولى الهيئات والمؤسسات الصحفية.
من هنا سوف يكون الصوت مسموعا للجميع وليس لطرف دون آخر، فالمهنة تخص الجميع ولا تخص مؤسسة بعينها أو هيئة بعينها دون غيرها. يجىء هذا المؤتمر فى موعده لنسمع صوت الجميع ونسعى لإنقاذ المهنة ومواجهة التحديات الصعبة التى تواجهها.. فشكرا لنقابة الصحفيين على عقد هذا المؤتمر، فالمهنة فى حاجة ماسة له وقد جاء فى موعده حقا، وشكرا نقيب الصحفيين للتحرك بفاعلية فى ملفات النقابة الملحة وعلى رأسها هذا المؤتمر الهام الذى نحن فى أمسّ الحاجة إليه. الآن والآن بالذات، أتمنى أن يشهد المؤتمر حضور غالبية الصحفيين سواء من شباب الصحفيين أو من شيوخ المهنة، فالمؤتمر فى حاجة لسماع كل الأصوات ليكون مؤتمرًا ناجحًا ومثمرًا ويؤتى ثماره ليس فقط فى الأيام الثلاثة التى تشهد انعقاده، بل بمتابعة ما يخرج عنه من توصيات ومخرجات هامة تساهم فى إنقاذ المهنة ومواجهة التحديات التى تواجهها، بحيث يكون له مردود فعلى على حال المهنة ومستقبلها أيضا. نتطلع كلنا كصحفيين إلى مؤتمر ناجح يثرى المهنة ويعيد لها دورها الهام.