توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رغم أن لها الأولوية

  مصر اليوم -

رغم أن لها الأولوية

بقلم: كريمة كمال

لايزال نزيف الأطباء مستمرًا، لا أقابل أحدًا من الأطباء الشباب إلا وأجده يستعد ويسعى للرحيل، كانت إنجلترا هى الهدف وهى القبلة، ثم انضمت إليها ألمانيا، سمعت عن عدد منهم يرحل إلى ألمانيا بعد أن كان المعتاد أنهم يشدون الرحال إلى إنجلترا، أما لماذا إنجلترا فهى لأنها من المعروف أن سمعة الأطباء المصريين بها جيدة جدًا، فبات القبول مضمونًا إذا ما توفرت المتطلبات من إنهاء المعادلة المطلوبة، والتى تتطلب وقتًا طويلًا من الدراسة، والأهم مبلغًا كبيرًا من المال.. أما من لا يتاح له هذا فهو لا يفقد الحلم بالرحيل، لكنه لا يتوجه إلى إنجلترا، بل إلى ألمانيا، حيث إن ألمانيا لا تشترط الانتهاء من المعادلة، بل تشترط فقط التحدث بالألمانية والرحيل والعمل، ثم إتمام المعادلة المطلوبة هناك.. لذا فأنت الآن عندما تلتقى شابًا من الأطباء فإما تجده يستعد للرحيل إلى إنجلترا حاملًا المعادلة، أو أنه يسعى للانتهاء منها ثم الرحيل، أو أنه يدرس اللغة الألمانية ليستطيع الرحيل والعمل وإتمام المعادلة هناك.. أما البقاء فى مصر فهو خيار القليلين جدًا ممن صعب عليهم كلا الأمرين إتمام المعادلة أو عدم القدرة على تعلم اللغة الألمانية.. لا أحد يبقى برغبة حقيقية فى البقاء، لذا فنزيف الأطباء مستمر وسوف يستمر ولن يوقفه أحد.

أما لماذا سوف يستمر؟، لأن النقاش فى هذه القضية الهامة جدًا والماسة بصحة المصريين قد طال دون الوصول إلى حل أو نتيجة للنقاش.. كتبت وكتب غيرى كثيرون ولم يحدث شىء.. تدخلت النقابة- نقابة الأطباء- وأدارت نقاشًا طويلًا وهامًا وأرسلت الأوراق إلى المسؤولين فى انتظار أن يتم حل المشكلة، لكن المشكلة لم تحل، بل الأسوأ أن المشكلة انضمت إلى طابور المشاكل التى بلا حل، رغم أهميتها القصوى فى حياة المصريين وصحتهم، فقد ازداد عدد المصريين الذين يرعاهم طبيًا طبيب واحد، بحيث صار من المستحيل أن يحصلوا على رعاية حقيقية.. فقد خلصت إحدى المجلات- عن طريق استطلاع مع الأطباء- إلى أن كل طبيب يعاين نحو واحد وأربعين مريضًا فى اليوم الواحد وأن واحدًا من كل عشرة أطباء يقوم بالكشف على ستين مريضًا، وهو ضعف العدد المسموح به طبيًا، ولهذا يرتكب الأطباء أخطاء نتيجة الإرهاق الشديد، بل يسقط العديد منهم من الإرهاق وأحيانًا يدفع الأطباء حياتهم بسبب الإرهاق الشديد.. وهكذا، ومع هذا النزيف المستمر تواجه مصر عجزًا شديدًا فى الأطباء، فقد أعلنت نقابة الأطباء أن هناك طبيبًا لكل ثمانمائة مواطن فى مصر، إلى هذا الحد وصل العجز، ومع ذلك لم تحل المشكلة.. العدد ضخم لكنه ليس العدد الحقيقى، فهذه الإحصائية تعود إلى عام 2015، أى أن الآن العدد يفوق هذا بكثير جدًا، وطبقًا لإحدى الدراسات فإن مصر لديها طبيب لكل ألف ومائة واثنين وستين مواطنًا، بينما المعدل العالمى طبقًا لمنظمة الصحة العالمية، هو طبيب لكل أربعمائة وأربعة وثلاثين شخصًا، وأفاد الجهاز المركزى للإحصاء فى مصر بانخفاض عدد الأطباء إلى سبعة وتسعين ألف طبيب فى عام 2022 مقابل ألف طبيب فى العام الذى سبقه، هكذا يحدث النزيف وهكذا يستمر.

هل يمكن أن تكون هناك مشكلة بمثل هذه الخطورة بينما تتوالى السنون دون أن يحدث أى حل أو أن تتم مواجهتها؟.. من المؤكد أن هذه المشكلة يجب أن تأتى على قمة أولويات أى حكومة، لأنها مشكلة تمس حياة المصريين جميعًا، هى ليست مشكلة الأطباء، بل هى مشكلتنا جميعًا لأنها تعنى غياب الرعاية الصحية التى من المؤكد أننا جميعًا نحتاجها، فهل تظل هذه المشكلة بلا حل؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رغم أن لها الأولوية رغم أن لها الأولوية



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon