توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«العائش فى الحقيقة»

  مصر اليوم -

«العائش فى الحقيقة»

بقلم - كريمة كمال

(تم تأليف وإخراج أوبرا عايدة لتلحق بافتتاح قناة السويس، واشترك فى تأليفها عالم المصريات الفرنسى أوجست مارييت باشا، وعمل موسيقاها الإيطالى الشهير فيردى، وأصبحت أشهر أوبرا مصرية إلى الآن. وأعتقد أن المتحف المصرى الكبير لن يقل فى العالمية عن قناة السويس، ولذلك فقد تطوعت بالاتصال بمخرج موسيقى إيطالى وآخر من الكتاب لنقدم نحن الثلاثة «أوبرا توت عنخ آمون» لعرضها مع افتتاح المتحف).

كان هذا هو ما كتبه الاثرى الشهير «زاهى حواس» فى مقالٍ له على هذه الصفحات. والحقيقة أن هذا صادم بشكل كبير، فهل هكذا يتم اختيار ما يتم تقديمه كأوبرا فى مناسبة مهمة كهذه؟!

ولماذا «توت عنخ آمون» بالذات؟ هل يتم اختياره لأنه الأشهر عالميا بصرف النظر عن السبب الحقيقى فى أنه الأشهر، فتوت عنخ آمون كان أحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشرة، وحكم مصر أقل من عشر سنوات فى عصر الدولة الحديثة، وهو من أشهر الفراعنة لأسباب لا تتعلق بإنجازات حققها أو حروب انتصر فيها، وإنما السبب فى ذلك هو اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل، دون أى تلف على يد عالم الآثار البريطانى هوارد كارتر، وأحدث هذا الاكتشاف ضجة إعلامية واسعة فى العالم.. ومن هنا فمعروف عن توت عنخ آمون أنه الأشهر من بين الفراعنة لأسباب لا تتعلق على الإطلاق بالأهمية التاريخية أو لإنجازات حققها أثناء سنوات حكمه القصيرة كفرعون مصر.

الأهم هنا أن الحديث يدور عن أوبرا، بما يعنى أن تكون هناك دراما قوية تستطيع أن تحمل عملا فنيا غنائيا أوبراليا، وحياة «توت عنخ آمون» لم تعرف أى دراما فى تفاصيلها، لذا فالغريب أن يطرح «توت عنخ آمون» لعمل أوبرا، بينما ليس هناك فى حياته أى دراما.

فى المقابل نجد «إخناتون» الذى هو بحق أهم الفراعنة المصريين؛ فهو من دعا إلى التوحيد، وحاول توحيد آلهة مصر القديمة فى شكل الإله الواحد، وتعرض لمعارضة كهنة آمون وآتون، وازدادت هذه المعارضة إلى حد الصراع الشديد حتى تم خلعه عن العرش، وأجلسوا توت عنخ آمون، بدلا منه، حيث تم فى عهده العودة إلى عبادة آلهة مصر القديمة مرة أخرى.

من هنا، فحياة إخناتون كانت تمثل دراما قوية، فيها من الأحداث التاريخية والإنجازات، وفيها من الصراع الشىء الكثير، كما أن فيها من الاختلاف حول الملك الشاب الكثير أيضا، حيث رأى البعض أنه المبشر بالإله الواحد، بينما رأى آخرون أنه أضعف الدولة المصرية القديمة.. من رأى أنه كان قويا، ومن رأى أنه كان ضعيفا مما يؤهلها لتتحول لعمل فنى قوى.

إن هذه الدراما القوية فى قصة الملك الذى انقلب على الآلهة القديمة، وبشّر بدين جديد لإله واحد، وعاش الصراع المرير مع الكهنة مصرا على إيمانه بالإله الواحد- هى التى دعت كاتبا بحجم نجيب محفوظ أن يكتب عنه رائعته «العائش فى الحقيقة»، متمثلا هذا الصراع الشديد فى حياة الملك الفرعون بكل عنفوانه وكل شخصياته وكل الاختلاف معه وعليه.

من هنا نعود لنقول: هل يتم اختيار الأشهر أم الأهم؟ وهل يتم اختيار من يصلح كدراما، أم الذى لا توجد أى دراما فى قصته؟

«توت عنخ آمون» ليس فى قصته ما يلمع سوى كنوزه الذهبية، بينما «إخناتون» فى قصته الكثير، مما يثير هناك دراما حقيقية تصلح لكى تتحول إلى عمل فنى كبير.

أرجو أن ندقق جيدا قبل الاختيار إذا ما كنا نسعى بحق لعمل أوبرالى عظيم.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«العائش فى الحقيقة» «العائش فى الحقيقة»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon