توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مدونة السلوك

  مصر اليوم -

مدونة السلوك

بقلم: كريمة كمال

عُقدت فى نقابة الصحفيين جلسة فى شكل مائدة مستديرة تحت عنوان «سبل القضاء على العنف ضد النساء والفتيات»، وكانت المائدة بمناسبة الفترة التى خصصتها الأمم المتحدة للقضاء على العنف ضد المرأة، كما كانت الجلسة تمهيدًا لمناقشة مدونة السلوك التى سيشهدها المؤتمر العام لنقابة الصحفيين الذى يُعقد بعد أيام قليلة، وجانب كبير من المناقشة التى دارت امتد إلى محاولة ضبط علاقات العمل داخل البيئة الصحفية.

شارك فى النقاش عدد من الصحفيين والصحفيات، على رأسهم النقيب خالد البلشى، وعضو مجلس النقابة المسؤولة عن لجنة المرأة دعاء النجار، والصحفية والباحثة منى عزت، والمستشار محمد سمير، المتحدث الرسمى للنيابة الإدارية، الذى تحدث عن العنف من ناحية التمييز ضد النساء، مشيرًا لما عايشناه طويلًا من تمييز ضد المرأة فى تقلدها لمناصب القضاء بالذات، وهى المعركة الطويلة التى عايشها كل من عمل فى مجال وقف التمييز ضد المرأة، والتى كانت واضحة وضوح الشمس كتمييز ممنهج.

وكان كثير من القضاة ضد جلوس المرأة على مقعد القاضى، كما كان مجلس الدولة متشددًا بشدة ضد دخول المرأة المجلس، وعرفنا أسماء تصدت لهذا برفع قضية، مثل عائشة راتب وفاطمة لاشين وغيرهما، ولم يتغير الأمر إلا عندما تغير الدستور وتم النص صراحة على حق المرأة فى تقلد القضاء.. كل ذلك أخذ منا سنوات رغم أن دولًا عربية كثيرة كانت المرأة فيها تتقلد منصب القاضى، لكن المهم أن المعركة حُسمت فى النهاية بعد نضال طويل من المحامين ومنظمات المجتمع المدنى التى خصصت الكثير من المؤتمرات والندوات من أجل الكفاح لتنال المرأة حقها.

فى بلاط صاحبة الجلالة هناك تمييز آخر يحدث، وقد تمت مناقشته فى هذه الجلسة التى تسبق المؤتمر العام السادس، وقد أوضحت الصحفية «فيولا فهمى» أن الأمر ليس صراعًا بين الرجل والمرأة لكنه محاولة للوصول إلى مدونة سلوك تحكم الكل.. كما أكدت الصحفية والباحثة والعاملة فى مجال العمل الأهلى كمستشارة أن الأمر فى النهاية أننا نبحث عن بيئة آمنة فى الجرائد والمجلات تحكمها مدونة سلوك تستند إلى الاتفاقيات الدولية، سواء التى وقَّعت عليها مصر أو لم توقع، المهم أن هذه الاتفاقيات تحكم سعينا للوصول إلى مدونة سلوك للصحافة المصرية.

أسوأ ما يواجه المرأة من تمييز فى بلاط صاحبة الجلالة هو «التنميط»، فعندما تضع الصحفية قدمها داخل الجريدة أو المجلة لتبدأ عملها يكون المطروح أمامها دومًا أن تعمل إما فى صفحات المرأة أو المنوعات على أساس أنها لا تصلح لمطاردة الأخبار أو التحقيقات أو الملفات السياسية وغيرها من الملفات الجادة.. كل ذلك يُحجِّم الصحفية ويحرمها من أن تخط لنفسها طريقًا جادًا ومهمًا داخل العمل الصحفى، والأسوأ من التنميط هو الحرمان من الترقى إذا ما استطاعت أن تخط لنفسها طريقًا جادًا ومهمًا، فهى لا تُطرح فى المناصب القيادية كرئيس قسم أو نائب لرئيس التحرير، ناهيك طبعًا أن يتم تصعيدها لمنصب رئيس التحرير.. وعلينا أن نسأل أنفسنا كم سيدة مُنحت منصب رئيس التحرير فى عمر الصحافة المصرية الطويل؟ سنجد العدد ضئيلًا جدًا جدًا، مما يبرهن كدليل دامغ على مدى التمييز الذى تتعرض له المرأة فى بلاط صاحبة الجلالة.

أعتقد أن هذا موضوع من الموضوعات المهمة التى ستُطرح فى جلسات المؤتمر السادس، لأن مدونة السلوك ستسعى لإقرار حقوق الصحفيين جميعًا، صحفيين وصحفيات، وهو أمر مهم جدًا ويُفسح طريقًا للتعامل مع كثير من المشاكل التى تقع، والتى يجب التصدى لها وليس التغاضى عنها واعتبارها كأنها لم تحدث، لأنها تؤثر على بيئة العمل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدونة السلوك مدونة السلوك



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon