توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرصيف

  مصر اليوم -

الرصيف

بقلم: كريمة كمال

«الرصيف من حقى.. الرصيف مش للقهاوى والكافيهات.. الرصيف مش للسوبر ماركت والاستندات.. الرصيف علشان نمشى عليه».. هذه هى الحملة المنشورة الآن على الفيس بوك، والتى يطالب منظموها الجميع بالمشاركة فيها لكى تكون لها الفاعلية وتؤتى أثرها المنشود. هذه الحملة قام بها البعض بعد أن وجدوا أن الرصيف قد تم احتلاله تمامًا، إما من المقاهى والكافيهات أو استندات السوبر ماركات، وأن السائر فى الطريق لا يجد مكانا له ليسير على الرصيف، فيضطر أن يسير فى نهر الشارع.

لقد تحولت عادة السير فى نهر الشارع إلى عادة دائمة لدى المصريين بعد أن خضعوا لحقيقة أن الرصيف لم يعد لهم ولم يعد يمكنهم السير فوقه، فقد تم احتلاله، وصارت لهذا الاحتلال شرعية الاستمرار.. ولا أحد يعترض ولا أحد يُحاسَب.. وبالطبع لا أحد يمنع ويعيد للمارة حقهم فى السير فوق الرصيف.. أصحاب السيارات يشكون من سير المارة فى نهر الشارع، مما يسبب لهم مشكلة.. لكن الواقع أن المارة لم يختاروا السير فى نهر الشارع، بل أجبروا عليه إجبارا.

السؤال الحتمى هنا: أين المسؤولون فى أحياء القاهرة مما يجرى فى شوارعها؟.. وبالطبع هذا الذى يجرى لا يتم فى الخفاء، ومن المؤكد أن المسؤولين عن الأحياء لا يسمعون عنه، بل يرونه رأى العين.. فلماذا يصمتون؟، هل هذه سياسة متبعة لترك «الناس تسترزق أم أن وراءها أرزاقا أخرى؟!.. أنا أطالب المسؤولين الكبار بالنزول إلى الشارع ورؤية ما يجرى رأى العين، ولو أنى متأكدة من أنهم على الأقل إن لم يسيروا فى الشوارع ليعانوا نفس المعاناة من افتقاد حق السير على الرصيف، فإنهم على الأقل يمرون بسياراتهم ويرون ما صارت عليه الأمور فى معظم أحياء القاهرة، ولا أدرى ما هو الحال فى المدن الأخرى.

لم يعد هناك رصيف، بل باتت امتدادات المقاهى والكافيهات.. وإذا أردت السير عليها، عليك أن تمر من بين الموائد والمقاعد وشاغليها لتبدو أنت المقتحم للمكان، أو تيأس بسرعة وتهبط لمكانك المعتاد نهر الشارع، حيث عليك أن تتفادى السيارات وقد اكتسبت مهارة شديدة فى ذلك.

المشكلة هنا أن هذا الوضع قد بات مستقرًا تمامًا.. فهل تغير حملة على الفيس بوك هذا الوضع المستقر منذ أعوام طويلة تمدد فيها وانتشر وبات واقعًا يصعب تصور تغييره؟!.

السوشيال ميديا أو مواقع التواصل الاجتماعى بات لها تأثير كبير بالفعل.. فهل تفلح هذه الحملة فى تغيير ما استقر طويلًا؟. المهم هنا أن يتشكل رأى عام مناوئ لما يجرى، وأن يتعلم الناس الاعتراض على ما يجرى إذا لم يكونوا على اتفاق معه أو إن كان يسبب لهم الانزعاج.. الخضوع للأمر الواقع أمر سلبى لأنه يدفع أصحاب المقاهى والكافيهات والسوبر ماركت إلى التغول أكثر وأكثر طالما لم يعترض أحد، كما أن المسؤولين يركنون إلى السلبية طالما لم يعترض أحد.. هذه الحملة خطوة هامة فى رفض ما يسبب لنا إزعاجًا ومحاولة لتغييره، ولذلك يطالب منظمو الحملة بالاشتراك فيها حتى تتحول إلى حملة ضخمة، بحيث يصبح لها صد قوى جدا وبالتالى تكون قادرة على الدفع بالتحرك والتغيير.

رأى الناس مهم، والأهم وصوله إلى المسؤولين. ولا يكفى أن تدمدم غاضبًا عندما لا تجد مكانًا لقدميك، بل يجب أن تتحرك من نقطة الرفض والغضب إلى نقطة الفعل.. وأنا من هنا أطالب الجميع بالمشاركة فى حملة «الرصيف من حقى».

أشعر بالسعادة عندما أجد أن مواقع التواصل الاجتماعى تستخدم فى مثل هذه الأغراض الإيجابية بدلا من السقوط فى فخ النميمة والخوض فى سير الناس.. علينا جميعا أن ندخل ونشارك ونصبح إيجابيين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرصيف الرصيف



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon